واصلت إسرائيل تحديها الدولى للتوسع فى التغلغل السرطانى لبناء المستعمرات ، وشرعت فى تنفيذ مخطط بناء 523 وحدة سكنية استيطانية في جنوب الضفة الغربية كمرحلة اولى ، على ان يتم مواصلة المخطط لاحقا ، وذلك تحت اشراف وزارة الدفاع الاسرائيلية ، و سيطلق عليها اسم «جفاعوت»، وذلك استمرارا للخطة التى وضعتها اسرائيل عام 2000 لتنفيذ 6000 وحدة سكنية استيطانية فى الضفة، وستضم المستوطنة الجديدة 25 الف مستوطن يهودى. وتعتبر إسرائيل هذه المستوطنات ورقة انتخابية لكسب الأصوات، لفصائل اليمين وحزب الليكود ، غير عابئة بتأثير هذا التوسع الاستيطانى على تجميد عملية السلام التى لا ترغب إسرائيل اصلا فيها، ولا حل الدولتين الذى ترفضه وتحاربه إسرائيل على مدى اكثر من 6 عقود ، وكعادته اكتفى العالم الغربى بالتنديد والرفض ، دون حتى التلويح باستخدام ورقة العقوبات او الاقتراب من ملف الشراكة مع إسرائيل، فاعلن الاتحاد الأوروبي انه «يعارض بشدة» مشاريع إسرائيل الأخيرة «المثيرة للقلق الشديد» لبناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية معتبرا ان ذلك سيقوض عملية السلام بشكل اضافي ، وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان خطط اسرائيل لبناء 2610 وحدات سكنية في مستوطنة جفعات هاماتوس الى جانب 1500 وحدة اعلنت عنها في نوفمبر في منطقة «رمات شلومو» ستؤدي عمليا الى عزل بيت لحم عن القدس. اما أمريكا حليفة اسرائيل المقربة، فلم تنضم الى حملة الادانات الدولية لاسرائيل وانما وصفت الاستيطان الجديد بأنه عمل «استفزازي» وذلك خلال المشاورات المغلقة في مجلس الامن ، بينما تتصدى فلسطين بكل ما تملكه من قوة وآليات محدودة لهذا المخطط فى المحافل الدولية ، ولكنها لا تملك على ارض الواقع الوسائل لوقف اسرائيل عند حدها، وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة امس ان إسرائيل ستتم محاسبتها على «جرائم» الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، متوعدا بأن «كل هذه المشاريع الاستيطانية الهستيرية لن يبقى منها حجر واحد في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية عاصمة دولة فلسطين، وعلى المستوطنين وحكومة اسرائيل ان يعلموا تماما ان حدود دولة فلسطين تم تحديدها على كافة الاراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ 1967 بما فيها القدسالشرقية» ، بينما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «لم يعد امامنا مجال الا دراسة الخيارات المتعلقة بمحاسبة ومساءلة اسرائيل وفق القانون الدولي وقد بدأت هذه الدراسة القانونية لذلك على ضوء الهجوم الاستيطاني على اراضي دولة فلسطين، ونأمل من الولاياتالمتحدة الا تعترض تحركنا في مجلس الامن والا توفر الحماية لاسرائيل واستيطانها في أراضي دولة فلسطينالمحتلة»، بينما اعتبر وزير الدولة الأردني لشئون الاعلام سميح المعايطة ان إصرار إسرائيل على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية هو «رسالة عدوانية» تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط، والمجتمع الدولي الذي يرى في الاستيطان عملا غير شرعي وغير قانوني». من المؤكد ان مواصلة اسرئيل التوسع الاستيطانى، انما يهدف الى هدم حلم الدولة الوليد الذى بدأت اولى خطواته نهاية نوفمبر الماضى بموافقة الاممالمتحدة على قبول فلسطين كدولة غير عضو «مراقب» هو الامر الذى تحاربة اسرائيل الآن بكل قوتها ومن خلفها امريكا ، والتوسع الاستيطانى سيؤدى الى تقليض المزيد من اراضى الدولة الفلسطينية وإلى المزيد من تمزقها ، وهو ما يستوجب وقفة عربية قوية وجادة ، ودعم دولى ، والخروج من دور الإدانة الى موقف العقوبات .