تحت عنوان "عندما يصبح عدو صديقى، صديقى" نشرت مجلة "تايم" الأمريكية مقالا حول التطورات الأخيرة فى سوريا والعلاقة بين سوريا وروسيا. وقالت المجلة: "لم يكن تجمع عدد من المعارضة السورية مساء يوم 29 نوفمبر الماضى في مطعم يحمل اسم الرسام العالمي " بحرم جامعة الصداقة بين الشعوب في العاصمة الروسية موسكو التي درس فيها بعضهم، لقاءً لاسترجاع الذكريات. وقد يبدو غريبًا أن يجتمع سوريون يناصبون "بشار الأسد" العداء في بلد يواصل دعم الطاغية، بل إن هؤلاء الرجال والتنظيم الذي يضمهم ربما يمثلون بارقة الأمل الوحيدة لروسيا لكي تضمن لها نفوذًا في سوريا ما بعد "الأسد". ومن بين من اجتمعوا حول مائدة العشاء في مطعم "بيكاسو" في مساء ذلك اليوم، رجل ارتدى سترة زرقاء من الجلد يُدعى "رياض درار"، الذي يُعد أحد الأعضاء البارزين في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية. وفي سوريا تنظر بقية الجماعات المعارضة إلى هذه الهيئة على أنها متواطئة مع بشار "الأسد". ووصفها الجيش السوري الحر في سبتمبر بأنها تمثل "الوجه الآخر" للنظام، ذلك لأنها -أي هيئة التنسيق الوطنية- لم تطالب كغيرها من تنظيمات المعارضة بإقصاء النظام الحاكم عن سُدة السلطة. ولعل ذلك ما ينسجم مع موقف روسيا التي طالما سعت للعثور على قوى داخل سوريا راغبة في التفاوض مع "الأسد" ولهذا فإن موسكو ربما وجدت ضالتها في تلك الهيئة كأمل أخير ودرع واقٍ لحليفها في المنطقة. وكان أعضاء الهيئة قد التقوا في وقت سابق من 29 نوفمبر بوزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، حيث سادهم شعور بأن موقفه من الأزمة السورية قد طرأ عليه تغير واضح. وفي هذا الصدد، قال: "لقد حاولنا مرارًا أن نشرح للروس أنه لا ينبغي لهم أن يقفوا إلى جانب النظام بل عليهم أن ينحازوا إلى جانب الشعب، وقد شعرنا خلال اجتماعنا الأخير أنهم بدأوا يتفهمون ذلك". إلا أن الأمر استغرق من الحكومة الروسية أسبوعين آخرين لكي تُقر بأن الأسد -آخر حلفائها المخلصين في الوطن العربي- بدأ يخسر الحرب الأهلية، وهو التصريح الذى تراجعت عنه بعد ذلك. ففي 13 ديسمبر، أصبح "ميخائيل بوجدانوف" نائب وزير الخارجية أول مسؤول حكومي روسي رفيع يصرح على الملأ بأن سقوط "الأسد" يبدو وشيكا. واضاف "بوجدانوف":" علينا أن نواجه الحقائق، فالوضع يتخذ مسارًا يوحي بأن النظام يفقد مزيدًا من السيطرة على مزيد من أراضي الدولة، إلا أن المتحدث باسم الخارجية الروسية عاد لينفى ذلك تمامًا مؤكدا أن موقف روسيا تجاه سوريا لم ولن يتغير. ومع ذلك ولمواجهة ذلك الاحتمال فقد بدا أن المنطق الوحيد هو أن تشرع روسيا في البحث عن شركاء لها داخل المعارضة السورية. أما الغرب فقد سبقها إلى ذلك، حيث اعترف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ومن الواضح أن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية، هى خيار روسيا الوحيد حتى الآن، ذلك لأنها الجماعة المعارضة الوحيدة التي لا تزال على استعداد للتفاوض مع "الأسد"، وهي الوحيدة التي تتفق مع روسيا في نظرتها إلى ضرورة وقف تسليح المتمردين جميعهم. وليس أمام روسيا من خيار آخر، فهيئة التنسيق الوطنية مكونة من أكاديميين ومنشقين، وليس لها جناح عسكري، ولذلك فهى الأمل في تحويل الموقف لصالح روسيا في حال الإطاحة بالأسد. وقال "حسن الحوري"، وهو رجل أعمال سوري وصاحب مطعم "بيكاسو" في موسكو الذي استضاف تجمع هيئة التنسيق المعارضة، إن الشعب السوري يكن حاليا كراهية لهذه المجموعة لارتباطهم بالروس.