يشعر صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام براحة شديدة عقب استقالة كل من عصام الأمير رئيس التليفزيون وعلى عبدالرحمن رئيس قطاع القنوات المتخصصة منذ 10 أيام حتي يستطيع تحريك المشهد الإعلامي المصري بمفرده ودون أي إزعاج والدليل أنه لم يحاول حتي الآن تعيين بديل لهما أو حتي ما يسمي بالقائم بالأعمال. ويبدو أنه أصبح بالفعل رئيس التليفزيون، فهو يفصل ما يشاء حتي إنه قام بتغيير خريطة الغناء في التليفزيون إلي نوعية معينة من الأغاني التي تناسب فكر الجماعة ومتطلبات المشهد السياسي. مجموعة من البرامج ليس لها علاقة بما يحدث في مصر، بعض الإعلاميين أكدوا أنه يتدخل في كل صغيرة وكبيرة حتي اختيار الضيوف على الشاشة، فالتليفزيون مفتوح أمام من يسبحون بحمد الرئيس والدستور المسلوق. وأصبح التليفزيون المصري بالفعل ملكية خاصة للجماعة، بدرجة جعلته أسوأ بكثير من العهد السابق بفضل سياسة الوزير، خاضع تماماً لأوامر الجماعة. وأعتقد لأول مرة في تاريخ التليفزيون يكون منصب رئيس التليفزيون شاغراً، كذلك ورئيس القنوات المتخصصة لأول مرة المنصب شاغر منذ إنشاء هذا القطاع قبل 14 عاماً! ويبدو أن هذا الوضع سيستمر لفترة ليست بالقصيرة. والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا لا يقوم إسماعيل الششتاوي رئيس الاتحاد الذي صدر له قرار تعيين رسمي من رئيس الوزراء بممارسة مهام منصبه ويتدخل لإصلاح الشاشة؟ استمرار الوضع على هذا الشكل يقلل من تاريخ الششتاوي وكذلك إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الذي يعمل في ظروف بالغة الصعوبة وحاول الاعتذار أكثر من مرة دون جدوى. ومطلوب منه اتخاذ قرار شجاع لأن التليفزيون فقد مصداقيته تماماً، خاصة في تغطية الأحداث السياسية والمظاهرات. الوزير أيضاً لم يعين رئيساً جديداً للإذاعة حتي بعد رحيل الششتاوي لمنصب جديد، فهل يعقل أن يجمع بين منصبي رئيس الاتحاد ورئيس الإذاعة؟ ويبدو أنه سيتفرغ في الفترة القادمة للتنكيل بالمذيعين والمذيعات الذين هاجموه في الصحف والفضائيات واتهموه بتكميم الأفواه. وهناك كثير من العاملين في ماسبيرو مضطرون للخضوع لعبدالمقصود للحفاظ علي لقمة العيش حتي ولو كان ذلك علي حساب مبادئهم. المحصلة بعد 5 أشهر من تعيين عبدالمقصود وزير الإعلام أصبح التليفزيون في أسوأ حال لا إعلانات ولا برامج جذابة وهرب المشاهد للفضائيات.