الكلي من أهم الأعضاء في جسم الإنسان، حيث يصل إليها كل دقيقة خمس كمية الدم الذي يضمه القلب لتقوم بوظائفها الحيوية وهي التخلص من المواد السامة وتنقية الدم وتوازن سوائل الجسم وتحافظ علي توازن الماء والأملاح في الجسم وتحافظ علي ثبات درجة الحموضة والقلوية في الدم وتعمل علي إنتاج هرمونات تتحكم في إنتاج كرات الدم الحمراء وتنظيم وحفظ الدم والتحكم في نمو العظام. ويقول الدكتور مجدي الشرقاوي أستاذ الأمراض الباطنة والكلي بطب عين شمس: تتعدد أمراض الكلي وتشمل الأمراض البسيطة في تشخصيها وعلاجها والخطيرة التي تهدد حياة الإنسان وهي الأمراض الوراثية أو الخلقية مثل وجود الأكياس الوراثية بالكلي التي قد تؤدي إلي الفشل الكلوي، والالتهاب الحاد بالكلي والمثانة وهو عبارة عن وجود صديد بنسبة عالية أو ميكروب يصل إلي الجهاز البولي عن طريق الدم أو عن طريق الجهاز التناسلي، وهو شائع بين الأطفال أو الكبار الذين يعانون من أمراض باللوزتين أو الحلق أو ضعف المناعة ويتم علاجه بالمضادات الحيوية بعد عمل مزرعة، والالتهاب المزمن للكلي، وهو عبارة عن تكرار أو استمرار الالتهاب الحاد والصديد رغم العلاج وذلك لأسباب مثل انسداد مجري البول وتسبب هذه الأمراض في ضمور الكلي والفشل الكلوي، ووجود أملاح أو وجود حصوات بالكلي أو الحالب أو المثانة وهي عبارة عن وجود الأملاح مثل أملاح اليورات أو الاكسلات بالكلي التي تتكون الحصوة منها إذا لم تعالج وتتكون الحصوة من الأملاح المترسبة علي جدار الكلي أو الحالب أو المثانة ويتراوح حجمها من بضعة ملليمترات إلي حجم قد يملأ الكلي جميعها وتتشعب في الكلي وتسبب الحصوات المغص الكلوي أو انسداد الحالب وتضخم الكلي، والفشل الكلوي الحاد والمزمن وهذا الفقدان السريع »الحاد« أو التدريجي »المزمن« لوظائف الكلي يؤدي إلي الفشل المزمن لما يعرف »بمرض الفشل الكلوي المزمن« وهو مرض يحدث دون أعراض في المراحل المبكرة ويعاني منه أكثر من 500 مليون شخص في العالم وعندما يتطور مرض الكلي المزمن وتتوقف الكليتان عن العمل نهائياً ويصل المريض إلي مرحلة يحتاج فيها لعلاج كلوي تعويضاً لإبقائه علي قيد الحاية. ويوضح الدكتور مجدي الشرقاوي أسباب الفشل الكلوي أهمها في الوقت الحالي: الأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم، حيث إن هذين المرضين هما السبب الرئيسي للإصابة بالفشل الكلوي لدي نسبة 40 و60٪ من مرض الفشل الكلوي في معظم دول العالم ويلي ذلك إلتهاب كبيبات الكلي المزمن واعتلال الكلي النسيجي أو الانسدادي المزمن ومن ثم أمراض الكلي الخلقية والوراثية، وكذلك التهاب الحوض الكلوي المتكرر أو استعمال بعض الأدوية التي تؤخذ من دون إشراف علي مدي سنوات عديدة فتضر الكلي. ويري الدكتور مجدي الشرقاوي أن هناك عدة طرق للوقاية من أمراض الكلي تتمثل في شرب الماء النظيف بكميات كافية والبعد عن شرب الخمور والبعد عن الأكلات التي تحتوي علي الأملاح،وتجنب الأغذية الصناعية ومكسبات الطعم، وتجنب التدخين، حيث إن له تأثير مباشر علي الكلي، والبعد عن الأدوية الخاطئة والمسكنات وأدوية الصداع والبرد والروماتيزم بدون نصيحة ومتابعة الطبيب والتغذية السليمة. وهناك فئات مهددة بأمراض الكلي مثل: مرضي السكر والضغط والأكياس الوراثية الذين يتعاطون أدوية الأمراض الروماتيزية بصفة مستمرة ومرض حصوات الكلي وهؤلاء ينصح بإجراء فحوص بصفة دورية للكشف عن دلائل مبكرة لأمراض الكلي وعمل تحليل بول كامل للمريض، وعمل أشعة عادية علي المسالك البولية لمرضي الحصوات، وفحص البول للزلال الدقيق »الميكروبروتين« وعمل أشعة موجات صوتية وذلك لمرضي الحصوات والأكياس الوراثية، وإجراء وظائف الكلي بصفة دورية، وعمل تحاليل الدم الخاصة بكل مرض هذا بالإضافة إلي ضرورة الذهاب إلي بيب كلي متخصص للمتابعة الدورية إذا ثبت تأثير الكلي بمضاعفات وعدم الاكتفاء بالطبيب المعالج.