لا شك أن الفنانة الكبيرة سميرة أحمد تتمتع بقدر هائل من الحس الوطني، منذ سنوات قليلة قررت خوض انتخابات مجلس الشعب عن حزب الوفد في محاولة منها لخدمة بلادها، والدفاع عن قضايا المرأة، أعمالها الفنية الأخيرة تثبت أنها فنانة تعيش هموم الوطن والمرأة المصرية، تحدثنا معها في هذا الحوار حول موقفها من الأحداث الأخيرة بشكل عام وهل تستعد لتقديم عمل جديد في العام المقبل، ومشاعرها تجاه بعض التجاوزات التي حدثت ضد الفنانين وما هو المطلوب من الفنانين في المرحلة المقبلة وكان هذا الحوار: هل ستذهبين للادلاء بصوتك غدًا في الاستفتاء على الدستور؟ - طبعًا لن أذهب، "دستور إيه اللي انت جاي تقول عليه"، هل يعقل أن هناك دستورًا يعد بدون مشاركة حقيقية من المرأة، أين حقوق المرأة في الدستور وأين حقوق الفنانين؟ هل يعقل أن يتم الاستفتاء على دستور مسلوق وإعلام الإخوان يضلل. ما الذي تأخذينه على أعضاء الجمعية التأسيسية؟ - أنا مندهشة جدًا أن يقولوا أن الدستور كله تمام، ويدافعوا عنه وكأنه أفضل دستور في تاريخ مصر، والحقيقة أن الدستور المزعوم مليء بالألغام، كنت أتمني أن يخرج أحد منهم ويتكلم عن عيوب الدستور، ولا يتحولون لمجرد مصفقين، أشعر بحزن شديد أن يكون هناك دستور بهذا المستوى بعد ثورة 25 يناير. هل تحقق شىء من أهداف الثورة "عيش - حرية - عدالة اجتماعية"؟ - للأسف الشديد لم يتحقق أي شىء من أهداف الثورة، للأسف الشديد الأوضاع ازدادت سوءا، الناس تعاني أكثر، أسعار مرتفعة، وبطالة، ووضع اقتصادي يزداد سوءا، وأمن لم يتعاف بعد. وأعتقد أن الناس حزينة جدًا للأسف الشديد لا أرى أي ابتسامة على الوجوه، الكآبة والحزن اصابت الجميع. وما رأيك في حصار المحكمة الدستورية ومنع القضاة من الدخول؟ - مهزلة بكل المقاييس وفضيحة هل من الممكن ان يحدث هذا في بلد يحترم القانون، أين الجيش والشرطة من هذه المهزلة، وكيف سمحوا بهذا التهريج.. حسبي الله ونعم الوكيل. وما رأيك في موقف الفنانين؟ - بداية حرام اللي حصل فيهم، للأسف تعرضت الزميلة العزيزة إلهام شاهين لأبشع الاتهامات والالفاظ، وللأسف لم يكن موقف النقابة على المستوى المأمول بالعكس كان موقفًا سلبيًا. للأسف انضم الفنان اشرف عبد الغفور نقيب الممثلين للجمعية التأسيسية ونصحته بالابتعاد وتأخر كثيرًا في الانسحاب من الجمعية التأسيسية ولا أعلم لماذا ذهبت الفنانة الكبيرة مديحة يسري للتأسيسية أقول لها: "رحتي عملتي إيه". وما المطلوب من الفنانين في هذه المرحلة؟ - ماذا يستطيعون أن يفعلوا أي حد يطلع يتكلم في التليفزيون أو الصحف يتعرض لأبشع انواع الشتائم والاتهامات، وماذا سيفعل الفنانون في هذا الجو الإرهابي.. هل يعقل سب فنانات بهذا الشكل لمصلحة من لا أعلم؟. وماذا تقولين للجماعة؟ - أقول لهم إحنا مسلمين، نصلي ونحج ونزكي ونصوم ونشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله، ومن غير المعقول ان يشيعوا أننا خارجون على الدين، مصر طول عمرها شعبها متدين، الإخوان لن يعلمونا أمور ديننا، الاسلام ليس ارهابًا أو تهديدًا أو وعيدًا، الاسلام دين السماحة والرحمة والعدل قبل وبعد الإخوان. وما شعورك حاليًا ومصر مشتعلة؟ - حزينة جدًا، معقول نعمل ثورة عظيمة، ثم نصل لهذا المنحدر والانقسام واشاعة جو الفتنة بين مختلف طبقات الشعب واتساءل "فين اللي عملوا الثورة". ألا تفكرين في عمل درامي يواكب تلك الأحداث؟ - بصراحة كنت أقرأ بعض السيناريوهات ولكن "نفسي مسدودة" ولا أستطيع العمل والابداع وسط هذه الأحداث، الناس مكتئبة، والابتسامة غابت تمامًا، ولست أعلم متى أستطيع العودة للعمل. وما رأيك في دراما 2012؟ - بصراحة كانت عادية ومفيش عمل بعينه جذب الناس، ولم نشعر أن هناك مسلسلاً كسر الدنيا كما كان يحدث في السنوات السابقة، للأسف عرضت مسلسلات في رمضان اساءت للمجتمع. وما رأيك في سينما بعد الثورة؟ - لا اشاهد السينما الجديدة، ولكني اشعر أنها ليست على المستوى وعرفت أن هناك افلاما اساءت للمجتمع المصري، أجلس أمام التليفزيون لمشاهدة الأفلام القديمة وأبكي، عندما أشاهدها حزنا على انتهاء عصر السينما الجميلة، وأشعر بالفخر وأنا أشاهد أفلامي "الخرساء" و"قنديل أم هاشم" و"عالم عيال عيال" وأيضًا أعمالي الدرامية التي عبرت عن واقع المجتمع المصري. هل هناك تخوف على الشخصية المصرية؟ - للأسف المشاكل الاقتصادية تؤثر على أي مجتمع، أعرف سيدات يرتدين الحجاب مقابل الحصول على اعانة شهرية لهذه الدرجة تحولت الشخصية المصرية، والقاعدة تقول من لا يملك قوت يومه لا يملك حريته.