يتوجه الناخبون الأمريكيون، اليوم، للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، لحسم الصراع المحتدم بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب، والديمقراطى جو بايدن. وانطلقت أمس عمليات التصويت المبكر فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بولاية فلوريدا، التى تعد إحدى أكثر الولايات المتأرجحة تأثيرا فى نتائج السباق إلى البيت الأبيض. تشير آخر استطلاعات الرأى إلى أن التنافس بين الرئيس الجمهورى دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطى جو بايدن سيكون محتدماً فى هذه الولاية، إذ تتوقع أن يكون الفارق فى الأصوات ضئيلاً بين المرشحين. وتوقع الكاتب الأمريكى دوف زاكهايم أن تشهد الولاياتالمتحدة حالة من الجمود السياسى لفترة غير قصيرة، سواء فاز الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب فى الانتخابات أم خسر. ولايات الحسم.. ومفاجأة ترامب كشفت مصادر أمريكية عدة أن الرئيس دونالد ترامب، ربما يقدم على مفاجأة ليلة الانتخابات الرئاسية، اليوم، مستبقاً بذلك الإعلان النهائى عن نتائج الانتخابات التى ينافسه فيها الديمقراطى جو بايدن. وبحسب تقارير أكسيوس، كشفت 3 مصادر للموقع، أن ترامب سيعلن فوزاً مبكراً ليلة الانتخابات، إذا كشفت النتائج الأولية أنه متقدم فى السباق إلى البيت الأبيض. وأوضحت أن ترامب سيفعل ذلك بغض النظر عما إذا كانت لا تزال هناك أصوات غير محسوبة فى ساحة المعركة، مثل ولاية بنسلفانيا. وأفادت التقارير بأن ترامب ناقش على انفراد خططه للصعود إلى المنصة لإعلان النصر إذا ثبت أنه يتقدم بالفعل على منافسه الديمقراطى بايدن. ولكى يحقق أى من المتنافسين النصر، عليه إما أن يفوز أو يتقدم فى أوهايو وفلوريدا ونورث كارولينا وتكساس وأيوا وأريزونا وجورجيا. ويجهز فريق ترامب للتشكيك فى بطاقات الاقتراع التى تم فرزها عبر البريد بعد يوم الانتخابات، للقول بأن الانتخابات مزورة، ويرجع ذلك إلى أن هذه البطاقات ستعزز من موقف الديمقراطيين. ويقول الخبراء إنه من المحتمل أن يخرج ترامب فى ولاية بنسلفانيا، لكن النتائج قد تتغير بشكل كبير بعد فرز بطاقات الاقتراع بالبريد خلال الأيام القليلة المقبلة. يستعد فريق ترامب لتقديم رواية تشير إلى أن الديمقراطيين «سرقوا» الانتخابات. وتوقع جيسون ميللر، كبير مستشارى حملة ترامب الانتخابية، أن ترامب «سيعاد انتخابه بسهولة ولن يكون بمقدور أى قدر من اللصوصية للديمقراطيين بعد الانتخابات من أجل تغيير النتائج» بحسب أكسيوس. وقد يستغرق فرز الأصوات أياماً أو أسابيع قبل أن يعلن المرشح الذى فاز فى ولاية بنسلفانيا، وقد يحدث الشىء نفسه فى ولايات أخرى، خاصة أن الأمريكيين حطموا الرقم القياسى فى الاقتراع عبر البريد هذا العام. ومع بدء انتخابات الرئاسة الأمريكية المحتدمة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطى جو بايدن، تمثل ولايات مثل أوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا أهمية كبرى فى تحديد ساكن البيت الأبيض الجديد. وتكمن أهمية هذه الولايات فى تأرجح أصوات الناخبين فيها بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى على مدى عقود من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فتارة فاز فيها الجمهوريون وفى تارة أخرى كانت من نصيب الديمقراطيين. كما أن أهمية أوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا تنبع من عدد المندوبين المعتبر لهذه الولايات فى المجمع الانتخابى، والذى له دور حاسم فى اختيار أحد المرشحين، بغض النظر عن الأصوات التى حصل عليها على المستوى القومى «الشعبى». وأشارت استطلاعات الرأى على مدار الأيام القليلة الماضية تقدماً طفيفاً للمرشح الديمقراطى بايدن على منافسه ترامب فى ولاية بنسلفانيا، وآخر هذه الاستطلاعات منح بايدن تقدما بنحو 4 بالمئة فى الولاية التى يمثلها 20 مندوباً فى المجمع الانتخابى. وقد صوتت بنسلفانيا فى انتخابات عامى 2008 و2012 لصالح الرئيس الديمقراطى السابق باراك أوباما، لكنها صوتت فى انتخابات 2016 لصالح ترامب بفارق 44 ألف صوت من أصل أكثر من 6 ملايين صوت. وكثف بايدن حملته الانتخابية فى ولاية بنسلفانيا، التى ولد فيها، فى حين نظمت حملة ترامب 4 فعاليات جماهيرية، فى محاولة أخيرة لاستمالة أصوات الناخبين فى هذه الولاية المتأرجحة. لا تزال استطلاعات الرأى تشير إلى تقارب بين المرشح الديمقراطى بايدن، والمرشح الجمهورى ترامب فى ولاية أوهايو، التى يمثلها 18 مندوباً فى المجمع الانتخابى. وأظهر آخر استطلاع للرأى فى الولاية تقدما للرئيس ترامب على منافسه بايدن تقدما بأقل من 1 بالمئة، الأمر الذى يجعلها من الولايات الحاسمة فى السابق نحو البيت الأبيض. كما صوتت ولاية أوهايو فى انتخابات عامى 2008 و2012 لصالح الديمقراطى أوباما، إلا أنها صوتت لترامب فى انتخابات 2016. «ترامب» يتوعد «فاوتشى».. موعدنا بعد الانتخابات قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه سيقيل كبير خبراء الأمراض المعدية فى البلاد بعد انتخابات اليوم الثلاثاء، حيث أعرب عن إحباطه من استمرار انتشار فيروس كورونا وسط ارتفاع معدلات انتشار الفيروس على مستوى البلاد. وأضاف ترامب، أمام حشد من مؤيديه فى فلوريدا، أن الفيروس سيحصل على تغطية إخبارية أقل بعد يوم الانتخابات. وأثار ذلك جزءًا من الحشد الذى هتف «اطرد فاوتشي»، فى إشارة إلى أنتونى فاوتشي. ورد ترامب على الحشد، «لا تخبروا أحداً، لكن دعونى أنتظر قليلاً بعد الانتخابات». وسبق أن أعرب ترامب عن قلقه من الانتكاسة السياسية المترتبة على عزل الطبيب المشهور والمخضرم قبل يوم الانتخابات، وأضاف أنه يقدر «نصيحة الجمهور». وتحدث فاوتشي، فى وقت سابق، صراحة أن ترامب تجاهل نصيحته لاحتواء الفيروس، قائلاً إنه لم يتحدث مع ترامب منذ أكثر من شهر. وأثار ذلك القلق مع اقتراب فصل الشتاء المليء بالتحديات إذا لم يتم فعل المزيد قريبًا لإبطاء انتشار المرض الذى أودى بحياة أكثر من 230 ألف أميركى حتى الآن هذا العام. أسواق الأسهم تتوقع سيد البيت الأبيض توقعت سوق الأسهم فوز ترامب حتى يوم الجمعة قبل أن ينخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 1.2 بالمئة. وكان هذا كافياً فقط لإعطاء مؤشر على أن بايدن يحافظ على فرصته للفوز وإن كان ذلك بهامش ضئيل للغاية. وقال سام ستوفال، كبير محللى الاستثمار فى «سى إف آر أيه»: «هذا العام، أغلق مؤشر التوقع بشكل طفيف للغاية فى المنطقة الحمراء خلال فترة الأشهر الثلاثة الماضي، مما يعني، ولكن لا يضمن، أن بايدن سيخرج منتصرًا». ويتطابق هذا التوقع مع توقعات وول ستريت، إذ يتوقع محللو جولدمان ساكس حدوث «موجة زرقاء»، يستعيد فيها الديمقراطيون البيت الأبيض ومجلس الشيوخ ويحافظون على سيطرتهم على مجلس النواب. وكتب كبير الاقتصاديين فى جولدمان ساكس، جان هاتزيوس، فى تقرير الشهر الماضي: «من المرجح أن تدفعنا هذه الموجة الزرقاء إلى رفع مستوى توقعاتنا». وقال: إن الموجة الزرقاء سترفع بشكل حاد من احتمالية حزمة تحفيز مالى لا تقل عن 2 تريليون دولار بعد فترة وجيزة من الافتتاح فى 20 يناير المقبل، وهو موعد تنصيب الرئيس الفائز بالانتخابات. كما أشار خبراء استراتيجيون فى جى بى مورجان فى يوليو: «الرأى المتفق عليه هو أن فوز الديمقراطيين فى نوفمبر سيكون سلبيًا للأسهم. ومع ذلك، فإننا نرى أن هذه النتيجة محايدة إلى إيجابية قليلاً». وتنبأ الرئيس دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا بأن الديمقراطيين سوف يدمرون الاقتصاد الأمريكى، وأن سوق الأسهم سوف ينهار إذا فازوا فى نوفمبر. لكن وكالة موديز أناليتيكس وجدت أن مقترحات بايدن الاقتصادية، إذا تم تفعيلها، ستخلق 7.4 مليون وظيفة أكثر من تلك التى قد يقدمها ترامب. وقالت وكالة موديز إن الاقتصاد سيعود إلى التوظيف الكامل فى النصف الثانى من عام 2022، أى قبل عامين تقريبًا من خطة ترامب. وأظهر استطلاع للرؤساء التنفيذيين أجرته كلية ييل للإدارة فى أواخر سبتمبر، أن 77 بالمئة من المشاركين سيصوتون لصالح بايدن، مشيراً إلى أن أكثر من 60 بالمئة توقعوا فوزه. فى المقابل، كشف استطلاع آخر شمل 500 من أصحاب الأعمال و1000 مستثمر، أُجرى فى منتصف أكتوبر، أن 55 بالمئة من أصحاب الأعمال أرادوا أن يفوز ترامب، بينما كان 51 بالمئة من المستثمرين يدعمون بايدن.