دائما ماينبؤنا التاريخ أن المصريين على مر العصور يتوقون للحرية والعدل والكرامة ، وكم دفعوا فى سبيل ذلك كل غال ونفيس ، فى جيناتهم الوراثية ثوابت لم تتبدل على ر التاريخ ، لا يثينهم عن المضى قدما نحو الهدف النبيل أى ضغط أو تهديد ، لايجنحون أبدا للإنزواء والخنوع أو للإختفاء عن الساحات هلعا ورعبا ، هم يقفون دائما على أرض صلبة لاتعوقها زلازلا أوأعاصيرا أو براكينا إن أطلقت حممها عكس اتجاه الإرادة الشعبية ، المصريون يقولون بإصرار وعزم .... لا ....لا لدق الأعناق ولي الأزرع ، لن يستطيع أى كان أن يمس السواعد التى كانت لها اليد الطولى فى القيام بثورة كم حلمنا بها طويلا فتحققت بفضل الله الذى لايرضى الضيم للشعب الأبىّ ، وبفضل دماء الشهداء والجرحى والمفقودين الذين مازالت تكتوى أمهاتهم بنار غيابهم ، ألف.. لا للقهر من جديد ، ومليون .. لا.. لتبديل وجه مصر الحضارى على يد حفنة تسعى بالأفكار المستوردة أن تردها إلى العصور الوسطى ، فتغدو الحياة ظلاما تأخذنا فى جوف سراب ، تتشح الحروف بسواد حداد ، فتسبح أرواحنا فى الظلمات ، نتبدد بين غيوم الأمس وسماء منكفئة ، فإما نشد الرحال برباط الأنين ، أو نغفو فوق مقاعد أرصفة ممتلئة بوجه تأخذه الأيام لزمن الحزن ، حيث تكبلنا قيود شتى ، اليوم لايصدق المصريون على امتدادهم أن الدستور بات كتابا حزينا ، شتت جمعنا وفرقنا ، وامتدت الأكف تصعق وتضغط على الزناد لفقأ عيون الأخ لأخيه فى الوطن ، كان الأمل رفيق كل منا بعد إسقاط نظام مبارك وزمرته من اللصوص والفاسدين ، الأمل فى دستور يليق بمصر العظيمة لايميز بين المواطنين على أساس العرق أوالجنس أوالدين يمثل كل فئات الشعب فهنرع للإستفتاء كأنه صباح العيد ، على وجه كل منا بسمة تمحو أوجاع الأمس الذى انطوى إلى غير رجعة واليوم والغد ملك لنا ، صفحة جديدة نبدأها عندما نصطف فى طوابير العزة والمجد ، طوابير تنقلنا إلى نهضة حقيقة تنقذنا من تلك الكبوة التى أغرقنا فيها المخلوع ثلاثة عقود توسدنا فيها الأرصفة والقبور شواهد ، لكننا استيقظنا على جثث شهداء جدد ، دماء أغرقت محيط الإتحادية والتحرير وحالات التأهب بين المعتصمين وصلت ذروتها بعد تعرضهم للهجوم من قبل مجهولين ، دستور فرضته علينا جمعية تأسيسية باطلة ، شق الصف الوطنى رفضه الفقهاء الدستوريين ، بدأت بوادره عندما خرجت المليونيات المؤيدة والأخرى المعارضة ، وبات الكل يتربص بالكل ، ويتهدد كل الجموع ساعة الصفر بأن الشهداء بالملايين دفاعا عن الرئيس وشرعيته ، وتناسى الجميع أن الخطر الذى يلقى بظلاله على المحروسة الآن كيف يسمح به الرئيس ؟ بح صوت الجماهير الوطنيين فلنعط فرصة ونعيد صياغة الدستور ، لكن العناد كان سيد الموقف ، وسبق السيف العزل ، بدأ المصريون فى الخارج الإدلاء بدلوهم ، لكن لايصح إلا الصحيح ، دستور مابعد الثورة سيكتب من جديد ، أملا ليس ببعيد