تحت عنوان "الثورة المصرية بعيدة عن النهاية".. سعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لرصد التغيرات الطفيفة التي شهدتها مصر على طريق الاستقرار والديمقراطية التي كانت تنشدها من ثورة يناير 2011. وأشارت إلى أن توحيد جدول الأعمال السياسي أو الفلسفة الثورية حتى الآن غائبة، فإسقاط مبارك كان سريعا، ولكن بناء الديمقراطية والقومية الحديثة هو التحدي الأهم في نجاح الثورة، خاصة أن القتال مازال دائرًا بين الإسلاميين ومختلف القوى السياسية الأخرى حول تحديد هوية البلاد. ونشرت الصحيفة مقال للكاتب مروان بشارة جاء فيه إن مصر تعيش أحداث دراماتيكية منذ سقوط حسني مبارك، فقد تسببت تحركات الرئيس الجديد لمصر "محمد مرسي" الذي منح نفسه صلاحيات جديدة واسعة تحت ذريعة حماية الثورة من القوى المعادية للثورة وكسر الجمود بشأن كتابة الدستور الجديد، آثارت عاصفة سياسية ضده، فقد وصفت المعارضة مرسي ب"الديكتاتور"، ومجلس القضاء الأعلى وصفه بأنه وضع نفسه فوق القانون، إلا أن الضغط الشعبي عليه أجبره على التراجع عن قرار المثير للجدل في مطلع الأسبوع. وأوضح أنه في بداية الأمر قامت الثورة من أجل الديمقراطية والخلاص من الظلم، إلا أنه بعد فترة من الوقت بدأ الناس يعربون عن الإحباط السياسي المكبوت من خلال مظاهرات متقطعة، اليوم القادة المنتخبين يشعرون بالقلق من الانتقادات العامة ويحاولون جاهدين كسب الدعم في محاولة لتأمين ولايات جدد، الآن المواطنين يدركون وزنهم السياسي وسيصوتون لأولئك الذين يمثلون أفضل تطلعاتهم. وأشار إلى أن القادة المنتخبين في سعيهم لمواجهة الانتقادات المتزايدة يحاولون إنتاج النظام القديم من خلال اتباع أساليبه، فقد عادت الأجهزة الأمنية، والعسكرية إلى أساليبها القديمة، فيما تحاول القوى الرجعية وأنصار النظام السابق مواصلة استغلال السخط الشعبي على عدم التغيير والفوضى المستمرة، وفي خضم ذلك فقد النظام الجديد مصداقيته. كما أن القوة الإسلامية التي هيمنة على مقاليد الأمور واجهت مشاكل لا تحصى حيث الاقتصادية المتدهور ومؤسسات الدولة المحتضرة، وهم لا يملكون حلولا جذرية للمشاكل التي ورثوها، ولكن الناس يتوقعون من قادتهم تحقيق نتائج، وليس شعارات دينية، وقد لعب الإسلام السياسي دورًا أكبر في تشكيل المستقبل، وقسموا الناس بين مسلم و ديمقراطي، وهو ما ادخل الشباب الديمقراطيين والليبراليين وأنصار الحركة النسائية الذين قادوا الثورات العربية في ميدان التحرير، وأماكن أخرى في مصر والعالم العربي يقاتلون في معركة شرسة ضد القوات المعادية للثورة والإسلاميين منذ سقوط مبارك، والآن هناك قلق متزايد من أن يتم عكس ثورتهم.