قد حرص الإسلام على نظافة البيئة التي يعيش فيها الإنسان من أرض وماء ومساكن بما حوت من أفنية ودور وطرق، وفي شأن الماء بالذات جاء التحذير بألَّا ينجِّسه ولا يقذره ببول ولا ما شابه ذلك؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُبال في الماء الراكد))؛ [صحيح مسلم (281)]،. وزاد في بيان آخر اتقاء الأماكن المظللة؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا اللاعنَين: الذي يتخلى في طريق الناس، أو في ظلهم))؛ [السيوطي في الجامع الصغير (138)، وقال: حديث صحيح]، وعن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا الملاعن الثلاث، قيل: ما الملاعن يا رسول الله؟ قال: أن يقعد أحدكم في ظل يستظل فيه، أو في طريق، أو في نقع ماء))؛ [شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند (2715)، وقال: حسن لغيره. ومن جماليات الإسلام في تنظيف البيئة أن يخلوَ طريق الناس من كل قذر وأذًى؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبةً، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))؛ [صحيح مسلم (35)].