* يسأل شريف عبدالله بكالوريوس تجارة: وينتابني الشعور بالحزن عندما أشاهد بعض الناس يلقي القمامة والمخلفات في الشوارع العامة والطرق بغير وازع من ضمير. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: النظافة في الإسلام جزء من أخلاقه. وشعبة أساسية من شعبه. لقول الرسول الكريم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق" أي رفع الأذي عن طرق الناس. ولا شك أن وضع النظافة في هذا الموضع من الإيمان. يجعلها ذات أهمية بالغة من السلوك الإنساني. حيث عدها الإسلام قاعدة دينية متأصلة في صلب الإيمان. وتحقيقًا لهذه الغاية يأمرنا الله تعالي بالنظافة قبل الدخول في الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة. يقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم جنبًا فاطهروا وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدًا طيبًا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون". كما أمر الرسول بوجوب التعامل مع البيئة أيضًا بصورة نظيفة حيث يقول: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه". ويقول: "اتقوا اللاعنين قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلي في طريق الناس أو ظلهم" وهذا تحذير من قضاء الحاجة في الماء. أو في أماكن جلوس الناس. أو تحت الأشجار. أو علي شواطيء البحار أو الأنهار. أو في طرق المارة. ولهذا يقول: "من أذي المسلمين في طرقهم وجب عليه لعنتهم". كما أمر الرسول بضرورة المحافظة علي البيئة بالحض علي الغرس والزرع في أرجائها. لخلق مناخ نظيف. حيث يقول: "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فليغرسه. وليتم غرسه له إن استطاع. حيث يقول: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتي يغرسها فليغرسها". ولقد ربط الإسلام النظافة بالإيمان برباط عظيم. لم يقتصر هذا الرباط علي نظافة الإنسان المادية من القاذورات المحسوسة. أو نظافة البيئة من الملوثات. بل دعا إلي النظافة المعنوية بالتخلي عن الفحش. وهجر الحرام. واجتناب الغيبة والنميمة وقول الزور. وهذا يعني أن النظافة ليست أمرًا ماديًا ملموسًا فقط. وإنما مرتبطة بالدين الذي يتطلب من الإنسان أن يكون عفيف اللسان. نظيف اليد. نقي السريرة. بالتالي يتضح مدي اعتناء الإسلام بالنظافة. واعتبارها من المباديء الحياتية التي لا يمكن الاستغناء عنها. بل إن الإهمال أو التقصير فيها. يعد إهمالاً وتقصيرًا في حق الإنسانية جميعًا. * يسأل حسام إبراهيم منصور القليوبيةبنها: ما حكم الخروج من المسجد بعد الأذان وقبل إقامة الصلاة؟ ** يجيب: لقد ذهب جمع من الفقهاء إلي أنه يكره الخروج من المسجد بعد الأذان لغير ضرورة كسفر أو فوات صحبة أو نقض وضوء أو غير ذلك من الضرورات. أما إذا لم تكن هناك ضرورة فيكره الخروج من المسجد عقب الأذان وقبل الاقامة للصلاة لما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أسود بن سليم قال: كنا مع أبي هريرة في المسجد فخرج رجل حين أذن المؤذن للعصر فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصي أبا القاسم صلي الله عليه وسلم. وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "من لم يجب الدعوة فقد عصي الله ورسوله". ومن هنا يكره الخروج من المسجد بعد الأذان وقبل الاقامة لغير ضرورة أو حاجة.