الاخلاص وتطهير القلب من النفاق من صفات المتقين وقال اهل العلم ان النفاق العملي: خمسة أنواع: والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذَب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا ائتُمِن خان))، وفي رواية: ((إذا خاصَم فجَر، وإذا عاهَد غدَر)). وسببُ النِّفاق: أنه لما عَزَّ الإسلامُ بعد هجرةِ الرسول صلى الله عليه وسلم، صار هناك أناسٌ يريدون العيشَ مع المسلمين، ولكنهم لن يستطيعوا أن يعيشوا بين المسلمين إلا إذا أظهَروا الإسلام، وهم لا يريدون الإسلامَ، ولا يحبُّون الإسلامَ، فلجؤوا إلى حِيلةِ النِّفاق، وهي: أن يُظهِروا الإسلامَ من أجل أن يعيشوا مع المسلمين، ويبقَوا في قرارةِ نفوسهم على الكفر، فسُمُّوا بالمنافقين؛ هذا هو النِّفاق الاعتقاديُّ. وأما النِّفاق العملي، فمعناه: أن بعضَ المسلمين الذين عقيدتهم سليمة، ومؤمنون بالله، لكنهم يتَّصِفون ببعضِ صفات المنافقين، مثل: الكذب في الحديث، والغَدْر في العهد، وإخلاف الوَعْد؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذَب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا ائتُمِن خان))، هذا نِفاق عمَلي، صاحبه مؤمن، ولكن فيه خَصْلة من خِصال المنافقين، وهي خطيرة جدًّا، ربما تؤول إلى النِّفاق الأكبر إذا لم يتبْ منها. يؤذي المؤمنين بمعنى: أنه يضايق المسلمين بكلامِه وبتصرُّفاته، يسخَرُ من المسلِمين، يتلمَّس معايبَ المسلمين، ينال من الرسولِ صلى الله عليه وسلم، وينال من المؤمِنين، ويتتبَّعُ العَثَرات، فدل على أن إيذاءَ المسلمين من النفاقِ.