لفد أخطأ من يظن أن من يأتى بعد الدكتور محمد مرسى سوف يكون أقدر منه فى ادارة مصر .. ان الحكم الآن فى أيدى الجماعة .. ومرسى لم يكن الا أداة فى يد الجماعة .. فان اختفى مرسى فلن تختفى الجماعة .. جماعة الاخوان المسلمين هى نظام حكم .. وكل من يدفعوا به على رأس الحكم سوف يتبع أوامرهم وينفذ تعليماتهم سواء كان مرسى أو "الشاطر حسن" أو حتى "اوباما" .. أنه نظام حكم ياسادة .. لفد تحكمت الجماعة فى اختيار كل من حول مرسى والا كان قد تمرد عليهم .. ولم تختر الجماعة مستشارين أكفاء حول مرسى ولذلك لم يستطع أن يقف ضد حملات التهييج حوله .. مرسى كان رجلا طيبا وفلاحا مسالما فلم يستطع أن يقاتل ويقف ضد المهاجمين .. وقد أخطأت الجماعة فى اختيار من حول مرسى .. أرادت أن تحمى نفسها ففشلت فى أن تحميه فى معاركه ضد القضاة عدة مرات والنائب العام أكثر من مرة .. فجاءت له بأحد أفراد رجال القضاء "مكى" ليتولى وزارة العدل ممن يعرفون خطايا القضاة وأخطائهم لكن يبدو أنه استمرأ المرتب المغرى وراحة البال عن الدخول فى مواجهات مع زملائه القدامى من القضاة .. نصحه ناصح غير ناصح أن يأخذ كل السلطات فى يده .. فاندفع دون ترتيب وفى غير الوقت المناسب وباسلوب غير مناسب فأصدر اللاعلان الدستورى .. فأثار حفيظة الشعب الذى كان مازال ثائرا منذ يناير سنة 2011 .. فلما طلبنا منه أن يتراجع من أجل مصر ومهدنا له الطريق وقلنا له أن الرجوع للحق فضيلة لا يقلل من قدره من أجل مصر .. منعته شهامة الفلاح المصرى من أن يلعق قراره ..فسقط مرسى من كل جانب ..بعد أن حاربوه من كل جانب .. فحق أن يطلق عليه " كبش فداء " .. بعد أن تنصلت من أخطائه الجماعة وتنصل منه الشعب الذى اختاره .. لقد نفذ مرسى الى عقول الشعب المصرى ولم ينفذ الى قلوبهم .. لفد كان مفوضا من الأخوان وليس قائدا للشعب المصرى لفد أيدناه فى كل خطواته حتى الاعلان الدستورى لأنه راقى التعلييم .. حاصل على الدكتوراة من الولاياتالمتحدة وعمل فى "وكالة ناسا الفضائية" بالولاياتالمتحدة.. وهو مهذب ودمث الخلق . .ورغم تسرعه فى اصدار الاعلان الدستورى ووضع جميع السلطات فى يده أيدناه .. وقلنا أنه" زهق" من كثرة الآراء الفاسدة حوله ..ولما وجدنا الشعب كله مازال ثائرا منذ يناير سنة 2011 ومستقبل مصر فى خطر .. حتى" قرض" البنك الدولى الذى لم تستلمه مصر بعد مهدد بالعدول عنه والجوعى فى مصر سوف يزدادون .. ومصر على مشارف حرب أهلية .. رجوناه أن يعدل عن قراره من أجل مصر .. ومهدنا له الطريق .. قلنا له ان الرجوع للحق فضيلة وليس عيبا فكلنا ممكن أن نعدل عن قراراتنا لكنه اعتز بكرامته ورفض .. كمصرى لم يكن يضيرنى اللاعلان الدستورى فهو رشيسا للجمهورية وهذا حقه .. وقد صدر قبله عدة اعلانات دستورية .. وانما كان يضيرنى كرجل قانون هو "سلق الدستور" ..لأن الاستفتاء على مسودة الدستور يشمل كل المواد .. وبعض المواد جيدة وبعضها فاسد لايصلح فى أى دستور من دساتير العالم وتناسى واضعوا المسودة حقوق كثيرة وواجبات كثيرة .. فكان الأولى أن نحتفظ بدستور 1971 المرقع عدة مرات .. أما تعديل هذه المسودة بعد الموافقة عليها سوف تبدو أكثر سوءا من الدستور القديم الذى أصبح باليا .. أحببت هذا الرجل القصة لم تنته بعد فماذا سوف يحدث بعد اللآن !! لفد اختارت الجماعة رجلا طيبا فلم يفلح .. فلم يبق أمامها الا أحد أمرين: ألأمر الأول: : أن تختار رجلا قوى الشكيمة ومما لاشك فيه أنه سوف يكون أحد أعضاء الجماعة ايضا ويعرف خبايا الجماعة.. فمن الممكن أن يستمرئ السلطة ويضع مسافة بينه وبين الجماعة حتى يكون مرغوبا من الشعب .. ثم يستولى على كل شئ .. الأمر الثانى: أن تختار الجماعة مجلسا يدير مصر فيسيطر هذا المجلس على مصر أو انفراد أحد أفراده بالسلطة ..ومن ثم يسيطر على المجلس مما يستتبع السيطرة على مصر كما حدث فى انقلاب 1952 حينما سيطر عبد الناصر على أعضاء الانقلاب وهو مجلس قيادة الثورة وأطاح برأس المجلس اللواء محمد نجيب وما استتبع ذلك من سيطرته على مجلس قيادة الثورة ثم على مصر واعتباره الحاكم الأوحد .. فان كانت حسابات الاخوان المسلمين جيدة .. فلن تقبل بهذا او ذاك .. ولن يبقى أمامها الا كشف أوراقها للشعب المصرى بالانقضاض على الحكم ومحاولة السيطرة على مقاليد الأمور دون " لف أو دوران " وهو ما كنا نتوقعه آجلا أو عاجلا وما يستتبع ذلك من اختصام الشعب المصرى الذى صارت مشاعره عدائية للاخوان المسلمين .. فماذا تتوقعون !! --- تحياتى من كاليفورنيا ..