إحتشد الآلاف من معارضى الرئيس محمد مرسى مساء الثلاثاء, فى محيط قصر الإتحادية للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى الذى أصدره, بشأن تحصين الجمعية التأسيسية, ومجلس الشورى, وإقالة النائب العام المستشتار عبد المجيد محمود, ونجحو فى محاصرة قصره والتسلق على جدرانه. وكانت البداية من دعوة القوى المدنية لأنصارهم بالخروج فى مسيرات سليمة إلى قصر الإتحادية فى خطوة تصعيدية لهما فى صراعهم مع الرئيس بشأن الإعلان الدستورى والإستفتاء على الدستور الجديد, حيث خرجت العديد من المسيرات مساء الثلاثاء مطالبين الرئيس مرسى بسرعة سحب الإعلان الدستورى والحوار مع القوى المدنية على أكمل وجه. وفى تمام الساعة السابعة من مساء الثلاثاء وصلت المسيرات وسط تزايد شديد من الأعداد وذلك فى الوقت الذى كانت قوات الأمن تغلق جميع المداخل الرئيسية المؤدية إلى قصر الإتحادية, بوضعها للأسلاك الشائكة والحواجز الحديدة بعرض الطرق لمنع المتظاهرين للوصول إلى الهدف. وعقب تزايد أعداد المتظاهرين من ناحية شارع الميرغنى قام أحدهم بإلقاء الحجارة على قوات الأمن وبالإضافة إلى الألعاب النارية, وأيضا قيامهم بسحب الأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية, وذلك فى الوقت الذى إصيب فيه عدد من عساكر الأمن المركزى, الأمر الذى أدى إلى قيام زملائهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين, وإجبارهم على التراجع مما أدى إلى إحداث حالة من الفوضى ووقوع عشرات الإصابات نتيجة الإختناقات من الغاز المسيل. فى السياق ذاته سادت حالة من الفوضى فى هذا التوقيت من ناحية شارع الميرغنى بعد أن نجح المتظاهرون فى إختراق الحواجز الأمنية, والأسلاك الشائكة المعدة من قبل قوات الأمن لمنعهم من الوصول إلى قصر الإتحادية. وتراجعت قوات الأمن للخلف أمام المتظاهرين وسط إطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم لإجبارهم على التراجع الأمر الذى قابله المتظاهرون بإلقاء الحجارة عليهم مما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بالإختناق ووقع إصابات من جانب رجال الأمن بجروح سبب الحجارة. ووسط هذه الفوضى وعملية الكر والفر إنسحبت قوات الأمن المركزى بالكامل ومن جميع المداخل بدون أى مقدمات, ونجح المتظاهرون فى إختراق جميع الحواجز الأمنية والأسلاك الشائكة التى وضعتها قوات الأمن منذ صباح اليوم لمنع المتظاهرون للوصل إلى قصر الإتحادية وذلك فى الوقت الذى إنسحبت قوات الأمن بشكل كامل من محيط القصر وتراجعت خلف الأسوار داخل القصر الرئاسة. وأستطاع المتظاهرون الوصول إلى أسوار القصر والتسلق على جدرانه وقيامهم بالكتابة على أسوار القصر عدد من العبارات المناوئة للإخوان وللرئيس مرسى منها:"الشعب يريد إٍسقاط الرئيس... وعبد الناصر قالها زمان... الإخوان ملهموشى آمان " فى الوقت الذى يردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس:"بالطول بالعرض هنجيب مرسى الأرض". وحاول أحد المتظاهرون التسلق على جدران القصر فى الوقت الذى يظهر عدد من قوات الحرس الجمهورى خلف الأبواب الرئيسية. وبشأن قوات الأمن فاجأ المتظاهرون بقيامهم بالإنضمام إليهم حاملين أعلام مصر، وأخذوا يهتفون مع المتظاهرين فى الوقت الذى أُزيلت فيه كافة حواجز الأسلاك الشائكة التى حالت بينهم وبين المتظاهرين بامتداد شارع الميرغنى. ووضع المتظاهرون علم مصر على إحدى سيارات الأمن المركزي وأخذوا يطوفون بها أرجاء محيط القصر الرئاسي. وعقب إنسحاب الداخلية قامت قوات الحرس الجمهوري المؤمنة لقصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة باستنفار قواها خلف بوابات القصر من جميع الجوانب، ووضع عدد من المدرعات خلف كل باب تحسبًا لتطور الأوضاع واقتحام المتظاهرين للقصر الرئاسي. ونشرت قوات الحرس الجمهوري عددًا كبيرًا من مجنديها فى صفوف خلف الأسوار، لمنع المتظاهرين من اقتحام قصر الرئاسة عقب اعتلاء العشرات لسور القصر مساء اليوم. من جانبهم، قام المتظاهرون بعمل حواجز ودروع بشرية أمام جميع الأبواب الرئاسية للقصر، كما وضعوا حواجز الحديدية التابعة لقوات الشرطة امام ابواب الرئاسة لمنع الدخول او الخروج منه. وشارك أبو العز الحريرى، المرشح الرئاسى السابق، متظاهرى رفض الإعلان الدستورى في محاصرتهم لقصر الاتحادية، مطالبا إياهم بعدم التراجع والاعتصام حتى رحيل الرئيس محمد مرسى. وأكد الحريرى، أثناء تواجده في محيط قصر الاتحادية مساء الثلاثاء، أنه على المتظاهرين المحتشدين عدم التراجع والاستمرار في اعتصامهم حتى رحيل مرسى أو تنحيه عن الحكم قائلا "علينا أن نعتصم حتى يرحل مرسى لأنه رئيس بلا شرعية ونحن لن نعترف به رئيسا لمصر". ورحب الحريرى بانسحاب قوات الأمن وفتح الطريق أمام المتظاهرين، مؤكدا أنها بداية الأمل في تنحى الرئيس، مناشدًا المتظاهرين بالثبات على موقفهم وعدم الترجح حتى ينجحوا في إسقاط الرئيس. ومن جانبه، حضر الناشط السياسى خالد تليمة، عضو التيار الشعبى، وشارك المتظاهرين في محاصرة القصر، مطالبا الرئيس مرسى بسحب الإعلان الدستورى. وبهذا نجح المتظاهرون فى قبضتتهم على محاصرة قصر الإتحادية وذلك فى الوقت الذى نفت وزارة الداخلية، أن تكون قوات الأمن انسحبت من محيط الرئاسة المصرية بسبب المظاهرات حولها، أو أن يكون الرئيس محمد مرسي قد غادر القصر بسبب تلك المظاهرات. من جانبه حاولت" بوابة الوفد" التعرف على الأسباب الرئيسية للإنسحاب وذلك من خلال قائد ميادنى بتشكيلات الأمن المركزى المسؤلة عن تأمين القصر والذى أكد أن قوات الأمن انسحبت بشكل كامل من تأمين القصر مساء اليوم الثلاثاء، وذلك بعد تزايد الأعداد الغفيرة من متظاهرى رفض الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى. وأضاف المصدر فى تصريحات خاص لبوابة الوفد الالكترونية أنه فى مساء اليوم الثلاثاء فوجئت قوات الأمن المركزي بأعداد غفيرة من المتظاهرين ولم تكن القوات مستعدة استعدادا كاملا لمنعهم من الوصول لباب القصر الرئيسي، لاسيما بعد نجاح البعض فى اختراق حوائط الأسلاك الشائكة من ناحية شارع الميرغنى. وتابع المصدر الذى رفض الإفصاح عن هويته: "قابلنا الأمر بإطلاق غاز مسيل للدموع لإجبار المتظاهرين على التراجع مما أدى إلى تزايد المتظاهرين، الأمر الذى اضطرنا للانسحاب، حتى لا تتكرر مأساة أحداث ثورة يناير". وأشار المصدر أنه بعد اضرارهم للانسحاب بتوافق مع قياداتهم العليا أصدروا تعلميات لبعض التشكيلات لفتح الطريق أمام المتظاهرين وعدم اعتراضهم أو التعدى عليهم وضمان حق تظاهرهم السلمى. وتابع المصدر: "رفضنا مواجهة المتظاهرين وخشينا سقوط مصابين وشهداء جدد مما دفعنا إلى الانسحاب والابتعاد، كما انضم بعض الجنود إلى المتظاهرين". وردا على إغلاق جميع المداخل للقصر الرئاسي، أكد المصدر أنها تعليمات لابد من تنفيذها، منوها فى الوقت ذاته أن الشرطة فشلت فى ذلك والدليل هو وصول المتظاهرين لأبواب القصر الرئاسي. وختم المصدر تصريحاته أنه لايوجد أى فرد من أفراد الأمن المركزى فى محيط الاتحادية وأن القصر الرئاسي الآن فى قبضة الحرس الجمهوري. ووفى نهاية فعاليات التظاهرة صصم عدد من المتظاهرون على العودة لميدان التحرير فيما أكد متظاهرون على إعتصامهم فى محيط الإتحادية لحين تحقيق مطالبه فى سحب الإعلان الدستورى وذلك فى الوقت الذى أكد عبد الجليل مصطفى –المتحدث باسم جبهة الانقاذ- لبوابة الوفد أن المظاهرات تمت بسلمية تامة وكانت لتوصيل صورة المتظاهرين وأنهم لا يرغبون في إسقاط الرئيس وإنما تراجعه عن قراراته الخاصة بالإعلان الدستوري.