أكد عدد من الأطباء أن استعدادات الدولة لمواجهة موجة ثانية من فيروس كورونا، يعكس الرؤية الاستشرافية من قبل وزارة الصحة، بشكل يضعنا في المنطقة الآمنة، ويلافي حدوث أزمة داخل المستشفيات كما حدث في دول عظمى، مؤكدين في الوقت ذاته أن استعداد مصر المبكر للوباء ساهم في ارتفاع معدلات التعافي والشفاء من كورونا، فضلا عن انخفاض معدلات الوفيات. أضاف الأطباء أن نجاح خطة الدولة في السيطرة على وباء كورونا تعتمد في المقام الأول على وعي وسلوك المواطن، في تطبيقه للاجراءات الاحترازية، مشيدين بمبادرة مليون صحة والتي صححت كثيراً من الأمراض المزمنة وحرمت الفيروس من العصف بملايين من المصريين. كشفت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، بالأمس عن الملامح الرئيسية لخطة الدولة للاستعداد للموجة الثانية المحتملة لانتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19"، والتي تنقسم إلى 4 محاور، أبرزها أنه سيتم ضم 320 مستشفى عاماً ومركزياً بالإضافة لمستشفيات الحميات والصدر ، فضلا عن زيادة العمل بمبادرة رئيس الجمهورية للأمراض المزمنة من خلال منافذ آمنة. الدولةتسخر كل الإمكانات يقول الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، إن ملامح الخطة التى أعلنت عنها وزارة الصحة في التعامل مع موجة ثانية لكورونا حال حدوثها، تعكس حرص الدولة على تسخير كافة الامكانات استعداداً لأي تداعيات طارئة، مشيرًا إلى أن ذلك يعد نوعاً من الاستباق لتلافي حدوث أي تزايد في الاعداد ولا سيما أن الحالات المصابة بكورونا في مصر ليست بالكثيرة. وأوضح عقبة، في تصريح خاص ل" بوابة الوفد" أن من أسباب وجود موجة ثانية لكورونا في مصر هو تراخي المواطنين في تنفيذ الاجراءات الاحترازية، لافتا إلى أن المواطن شريك رئيس بجانب الدولة في المرحلة الحالية بغية أن تمر بسلام دون حدوث أي ارتفاع في الاعداد. وأشار رئيس قسم الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، أن الإعلام له دور فعال وجيد في توعية المواطنين، مشيرًا إلى أن مفاتيح التعامل مع المرحلة المقبلة هو التباعد واستخدام أدوات التعقيم. مصر تفوقت على أمريكا في معركة كورونا أشاد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، بخطة الدولة في الاستعداد لموجة ثانية من كورونا، مشيرًا إلى أن مصر تفوقت على أمريكا حتى الآن فى معركة كورونا، مما يفرض تكاتف المواطن مع الدولة في تنفيذ الاجراءات الاحترازية حفاظا على النجاح. وأوضح بدران، أن استعداد مصر المبكر للوباء ساهم في ارتفاع معدلات التعافي والشفاء من كورونا، فضلا عن انخفاض معدلات الوفيات، موضحًا أن خطة الدولة تعد طوق نجاه يبعدنا عن حدوث أي مستجدات جديدة خاصة أن الفيروس جديد و غامض ولا يؤتمن، ناهيك عن قهره لأنظمة صحية فى دول كبرى. أكد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنه بالرغم من عدم وجود علاج لفيروس كورونا، كانت بروتوكولات العلاج المصرية فريدة، و متفوقة عالميا، كما أن الإجراءات الاحترازية فى مصر كانت مبكرة جداً، مشيدًا بمبادرة مليون صحة والتي صححت كثيراً من الأمراض المزمنة وحرمت الفيروس من العصف بملايين من المصريين. وتابع: الدولة المصرية والقيادة السياسية فى حالة تحد وصمود أمام فيروس كورونا المستجد، ومن الذكاء افتراض حدوث السيناريو العنيف لكورونا حتى لو كانت الاحتمالات بعيدة أو نادرة، قائلا: "توفير عدد كاف من المستشفيات النموذجية والمجهزة بأحدث الأجهزة، وأرصدة كافية من الامدادات الطبية وأدوات الحماية الشخصية والأدوية الطبية يبشر بالقدرة على احتواء أى تمرد للفيروس أو جولات ارتدادية له. سلوك المواطن طوق النجاة أكد الدكتور عبد الهادي مصباح، أستاذ المناعة والميكروبيولوجي، إن الملامح الرئيسية لخطة الدولة للاستعداد للموجة الثانية المحتملة، تعتمد على سلوك المواطنين في تطبيق الاجراءات الاحترازية، موضحًا أن الدولة تستعد على اعتبار أن الحالات سترتفع مع دخول فصل الشتاء. وأضاف مصباح، أن عدم التزام المواطنين مع احتمالية حدوث موجة ثانية لكورونا، سيعيدنا إلى نقطة البداية بأن نعود في تطبيق اجراءات أكثر صرامة تؤثر على الوضع الاقتصادي، مضيفًا أن تكاتف المواطن مع الدولة يلافي حدوث ارتفاع في أعداد الحالات المصابة بكورونا. وأشار أستاذ المناعة والميكروبيولوجي، إلى أن ما تقوم به الدولة اجراء استباقي للوقوف على مستجدات الوباء أولا بأول، مطالبا المواطنين بعدم الاستهتار بكورونا مهما قلت الأعداد لأن قلة الأعداد يعد بشكل مؤقت ومن المتوقع وجود موجة ثانية لكورونا كما حدث في كثير من الدول وتوجهت للغلق مرة ثانية. أوضح مصباح، أن الإعلام له دور كبير في السيطرة على الوباء عبر توعيته للمواطنين لحظة بلحظة، موضحًا أن ذلك سينعكس بالايجاب على المواطنين بعد انتهاء الوباء في اهتمامهم بصحتهم العامة.