دعم شامل للعمل المشترك.. تعمق فى القضايا.. وقدرة محمودة على تسوية الخلافات ترحيب كبير بالمشاركة الأولى لوزير الخارجية العُمانى الجديد على مدار 6 أشهر، قادت سلطنة عُمان مسيرة العمل العربى المشترك بكل حكمة وكفاءة واقتدار، خلال ترؤسها للدورة ال 153 لمجلس جامعة الدول العربية منذ شهر مارس الماضى.. وقد سلمت السلطنة رئاسة مجلس الجامعة العربية إلى دولة فلسطين الأسبوع الماضى بعد انتهاء المدة، لتبدأ الدورة 154 لمجلس الجامعة برئاسة فلسطينية خلفاً للسلطنة. نجاح باهر وقد حققت سلطنة عُمان نجاحاً باهراً خلال رئاستها لدورة مجلس الجامعة العربية السابقة، ما أثرى مسيرة العمل العربى المشترك، ويأتى ذلك من منطلق ما أكد عليه السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان خلال خطابه الأول بمناسبة توليه حكم السلطنة فى 11 يناير 2020م، حيث قال: «سوف نستمر في دعم جامعة الدول العربية وسنتعاون مع أشقائنا زعماء الدول العربية لتحقيق أهداف جامعة الدول العربية والرقي بحياة مواطنينا والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية». إشادة عربية وخلال أعمال الدورة 154 لمجلس الجامعة العربية التي انطلقت الأسبوع الماضي، أشاد المشاركون فى اجتماعي وزراء الخارجية والمندوبين الدائمين، بقيادة سلطنة عُمان لدفة العمل العربى المشترك خلال رئاستها، وأكد ممثلو الدول العربية المشاركون أن السلطنة قادت أعمال الدورة السابقة بكل اقتدار ومهنية وحكمة، وقدموا الشكر والتقدير للسلطنة على الخبرة التى تحلت بها خلال قيادتها للدورة السابقة فى التعمق فى القضايا والقدرة المحمودة على البحث عن نقاط الالتقاء وتسوية الخلافات والحرص العالي لرعاية وخدمة القضايا العربية والعمل العربي المشترك، حتى إن فلسطين أكدت بعد تسلمها رئاسة الدورة الحالية أن السلطنة أمنت لها قيادة حكيمة وانتقالا سلسا. أول مشاركة وقد ترأس بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية وفد سلطنة عُمان فى اجتماع الدورة 154 للمجلس على المستوى الوزارى الذى عُقد الأربعاء الماضى عبر الاتصال المرئي.. وتعد مشاركة «البوسعيدي» هي الأولى له فى اجتماعات وزراء الخارجية العرب منذ توليه منصب وزير الخارجية خلفاً ليوسف بن علوى الذى كان يشغل منصب الوزير المسئول عن الشئون الخارجية قبل تعديل المُسمى.. وقدم وزراء الخارجية العرب خلال كلماتهم خالص التهاني ل «البوسعيدي» على توليه منصبه الجديد، وانضمامه كعضو جديد لمجلس الجامعة العربية، متمنين له كل التوفيق والسداد. دعم شامل وجاءت كلمة وزير الخارجية العُمانى فى بداية اجتماع الوزراء قبل تسليمه رئاسة المجلس لفلسطين، قوية وداعمة لكافة القضايا العربية ومسيرة العمل العربي المشترك وخاصة القضية الفلسطينية «قضية العرب المركزية»، حيث أكد أن السلطنة بقيادة السلطان هيثم بن طارق تؤمن إيماناً راسخاً بدعم جهود ومبادرات السلام في المنطقة ودعمها الثابت للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وحقهم الإنساني في تقرير المصير، وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية.. وقال إنه لا يمكن تحقيق سلام شامل وعادل ودائم بين الدول العربية وإسرائيل، بدون حل الدولتين المبني على مبدأ الأرض مقابل السلام، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مضيفاً: «إننا في الوقت الذي نحترم فيه حق الدول السيادي في اتخاذ ما تراه مناسباً لتحقيق مصالحها فإننا نسترشد بمبادرة السلام العربية ونتمسك بها إطاراً مرجعياً لتحقيق السلام المنشود، القائم على أساس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة». وحول دعم السودان، أكد وزير الخارجية تضامن السلطنة مع جمهورية السودان لتجاوز محنتها إثر السيول والفيضانات التي اجتاحت عدداً من الولايات وما نتج عنها من أضرار جسيمة وخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، مُعرباً عن صادق التعازي والمواساة لحكومة وشعب جمهورية السودان ولأسر الضحايا، سائلًا الله تعالى الرحمة للمتوفين والشفاء العاجل للمصابين.. وحول دعم لبنان، أعرب عن دعم السلطنة للجمهورية اللبنانية داعياً المجتمع الدولي إلى مساعدتها في جهود إعادة الإعمار، وفي تجاوز آثار الانفجار المأساوي المُدمر الذي وقع في مرفأ بيروت. عملية سلمية وحول الموقف من التطورات الليبية، أكد وزير الخارجية العُماني أن السلطنة تُرحب بإعلان الرئيس فايز السراج وعقيلة صالح عن اتفاق الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء جميع العمليات العسكرية والعمل على وضع آليات وترتيبات استئناف عمليات إنتاج النفط وتصديره بشكل شامل، وإدارة الإيرادات النفطية لصالح الشعب الليبي، فضلاً عن الإعلان بطي صفحة الصراع والانقسام، والشروع الفعلي في عملية سلمية تضمن التوصل إلى تسوية شاملة للصراع الليبي.. وأعرب عن ترحيب حكومة السلطنة بالجهود والمساعي الحثيثة التي ترعاها حكومة المملكة المغربية لاستضافة كافة الفصائل الليبية من أجل تحقيق المصالحة ووقف إطلاق النار، وطي الخلافات والصراعات لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لهذا البلد العربي الشقيق. وفي الشأن اليمني، دعا «البوسعيدي» الجميع إلى تقديم كل دعم مُمكن لجهود مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، وبما يساعد على جلب جميع الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات، يقيناً بأن هذا هو السبيل الوحيد نحو بناء يمن مستقر، يعيش شعبه في سلام مع مختلف مكوناته، وينعم بعلاقات إيجابية مع الجميع.