يسأل الكثير من الناس عن حكم الصعود إلي غار حراء فأجاب الشيخ محمد عبد الله العالم بالاوقاف وقال الصعود إلى غار حراء في جبل النور جائز بقصد الاطّلاع والاستكشاف، ولكن بقصد التّعظيم وأداء العبادات والدّعاء فهو بدعة من البدع، لم يفعله النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بعد بعثته، ولا صحابته الكرام -رضي الله عنهم- من بعده، فقد حجّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واعتمر ومعه الصّحابة، لم يصعد أحد منهم إلى غار حراء، وقد وضّح شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بخصوص المساجد التي بنيت على آثار النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وآثار صحابته، رضي الله عنهم، كالمسجد الذي تحت الصّفا، والمسجد الذي يقع في سفح جبل أبي قبيس، ونحو ذلك من المساجد، بأنّه ليس من السنّة زيارتها لأداء العبادة والدّعاء فيها، ولم يستحبّه أحد من أئمة المسلمين، فليس قصد شيء من ذلك من السّنّة، ولم يستحبّه أحد من الأئمة. وقال: إنّما المشروع زيارة وإتيان المسجد الحرام خاصّة، ومشاعر الحجّ: كعرفة ومزدلفة والصّفا والمروة، وأمّا إتيان الجبال والبقاع الواقعة حول مكة غير المشاعر المخصّصة بالحجّ والعمرة والتي مرّ ذكرها آنفًا، فإنه لا يمتّ إلى سنّة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّ- بصلة، بل هو بدعة.