قال عضو مجلس النواب اللبناني جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وزعيم أكبر تكتل نيابي في البرلمان، إنه على استعداد للدخول في خلاف مع حليفه الوثيق "حزب الله" حتى الفراق بين الجانبين إذا اقتضى الأمر، وذلك فيما يتعلق بإعادة بناء الدولة اللبنانية. وقال باسيل - في كلمة متلفزة اليوم الأحد تعقيبا على تطورات المشهد السياسي في لبنان عقب الانفجار المدمر الذي تعرضت له العاصمة بيروت - "نحن ذاهبون إلى هذا المحل (الافتراق مع حزب الله) في المرحلة المقبلة، إذا لم يتحملوا معنا المسئولية وأجريت الإصلاحات اللازمة عبر الحكومة والمجلس النيابي، لأن هذه مسئولية الأكثرية النيابية بالحد الأدنى". وأُبرم في عام 2006 تحالف وثيق بين التيار الوطني الحر وحزب الله، عُرف ب"تفاهم مار مخايل" كونه أُعلن من داخل كنيسة مار مخايل التي تقع داخل النطاق الجغرافي للضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله) ووُقع من جانب رئيس التيار في ذلك الوقت العماد ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وتشهد العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله في الآونة الأخيرة حالة من التذبذب والتراجع، لاسيما في أعقاب انتفاضة 17 أكتوبر الماضي واستقالة حكومة سعد الحريري، خصوصا بعد تلميح من قبل رئيس التيار النائب جبران باسيل أن حزب الله لم يساند التيار كما ينبغي في عدد من المواقف والملفات التي تستدعي ذلك الأمر، غير أن القيادات الحزبية في الجانبين تؤكد بشكل مستمر على متانة العلاقات وقوة تفاهم مار مخايل، وأن الاتصالات مستمرة بين باسيل والرجل القوي في حزب الله وفيق صفا رئيس وحدة الارتباط والتنسيق (جهاز أمني – استخباراتي في حزب الله). وأشار باسيل - في كلمته - إلى أنه طُلب من التيار الوطني الحر - لم يُسم - "المشاركة في الحصار الخارجي والداخلي على حزب الله".. لافتا إلى أنه رفض هذا الأمر لأن الحزب يمثل مكونا لبنانيا، وأنه على استعداد لتحمل تكلفة هذا الأمر بما فيها العقوبات الدولية التي يتم التلويح بها ضده. وأضاف: "لم نُخطئ في وقوفنا مع حزب الله بحربهم على إسرائيل والإرهاب، وإلا كنا عشنا عبيد الأحادية الدينية بالمنطقة". وأكد أن التيار الوطني الحر لا يتحمل المسئولية عن الانهيار المالي والاقتصادي والنقدي والمعيشي الذي يشهده لبنان والذي بلغ حد الإفلاس، حتى وإن كان التيار بيده سلطة رئاسة الجمهورية وأكبر كتلة نيابية في البرلمان. مضيفا: "لبنان بلد أسير منظومة مافيوية ونحن نحاول فك أسره". واعتبر باسيل أن التيار الوطني الحر يتعرض لحملة استهداف ممنهجة بالهجوم على رئيس الجمهورية ميشال عون وعليه "باسيل" وجميع قيادات وكوادر للتيار، في إطار خطة اغتيال معنوي وسياسي، ومؤامرة تستهدف إحداث فراغ في رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي بما سيؤدي إلى وقوع لبنان في براثن الفوضى الشاملة.