الاحسان الى الجار من صفات المؤمنين قال اهل العلم تقارُب الناس من بعضِهم البعض في المسكن يجعل الظُلم وارد بقوة من حيث سرقة الأموال وطغاة أهل النفوذ، لهذا جاء الدين الإسلامي العادل وبين ما هي حقوق الجار، وأهمها حق الجوار والمقصد أن يكون جار في المسكن أو العمل أو المحال التجارية، وللتوضيح أكثر يجب معرفة أن الجيران أنوع ثلاث، الأول جار مسلم ذو قُربى، وهذه الحالة لها ثلاثة حقوق وهي حق الإسلام والقرابة والجوار، أما الثاني جار مسلم ليس بقريب وله حق الإسلام وحق الجوار، والنوع الأخير جار غير مسلم وليس له سوى حق الجوار. وجاء في كلام الله تعالى توضيح لمعرفة ما هي حقوق الجار بقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ} وحسب تفسير أبوعبدالله البخاري فإن ما ورد بالآية الكريمة عن أنواع الجيران، أي أن ذي القربى هو الجار القريب، فيما الجار الجُنُب هو الغريب، وأخيرًا الصاحب الجنب وهو الذي يُعين بالسفر، وحقوق الجار تتمحور حول الإحسان وهذا ما غيره الإسلام لأن عادات الجاهلية كانت الإساءة للجيران حسب النفوذ والمال والسُلطة. وباستمرار الحديث حول ما هي حقوق الجار، يجب توضيح أن الجار الصالح يُسبب السعادة وبعكس ذلك يكون سببًا للشقاء، وبحال تمت حقوق الجيران لبعضِهِم البعض تكتمل صِفات المثالية في المُجتمع، ومن الحقوق المُترتبة كف الأذى فلا يجوز للمسلم أن يؤذي أحدًا مُسالمًا، والمُبتلى بالأذى عليه أن يصبر، وعلى المسلم تحري حقوق الجيران والعمل بها لكي ينول المسلم الفضل في الدُنيا والنجاة من العذاب والمؤاخذة في الاَخرة، ومن حق الجار بذل المعروف والإهداء بهدية تُقرب القلوب وتُهدي النفوس، والهدية ليست فقط للفقير وإنما لجميع الفئات، وعدم الحسد أيضًا ومحبة الخير، والمُساعدة المادية للمُحتاج، ومن حقوق الجار عدم خيانته في أهله والمحافظة على عوراته، ومؤاساته وعدم تذكيره ما يجعلهُ حزين.