موت الإنسان يعني توقّف كامل أجهزة الجسم عن العمل وانسحاب الروح من هذا الجسد، فيتحول هذا الجسد إلى جثةٍ هامدةٍ تتصلّب شيئاً فشيئاً، والاحتضار هو اللحظات التي تسبق الموت وتوجد علاماتٌ تظهر على الشخص وعلاماتٌ لا يراها من يجلس حوله بل يراها وحده. إنَّ المقصود بسكرات الموت هو ما يشعر به الإنسان من عذاب ومعاناة وألم أثناء الموت، عندما تتخطفه الملائكة بأمر من الله -سبحانه وتعالى-. وقد وردَ في السنة النبوية ما يدلُّ على شدَّة هذه السكرات، وهذه السكرات حقٌّ على إنسان، فسيمر بها كلُّ فرد في حيٍّ عندما يحين أجله، حتَّى الأنبياء، جاء في الحديث الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان بين يديِه رَكْوَةٌ، أو: عُلبةٌ فيها ماءٌ -يشُكُّ عمرُ- فجعل يُدخِلُ يدَه في الماءِ، فيمسحُ بها وجهَهُ، ويقولُ: لا إله إلا الله، إنَّ للموتِ سَكََراتٍ . ثم نَصبَ يدَه فجعل يقولُ: في الرفيقِ الأعلى، حتى قُبِضَ ومالت يدُه" [4]، والله أعلم. وقد وردَ في الأثر أيضًا أنَّ الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال لكعب الأحبار: "حدِّثنا عن الموت، فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، هو كغصنٍ كثيرِ الشَّوك، أُدخِل في جوف رجل، فأخذتْ كلُّ شوكة بعِرْق، ثم جذَبه رجلٌ شديدُ الجذب، فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى". وقال شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن سكرات: "الموت أفظع هول في الدنيا والآخرة على المؤمن، وهو أشد من نشرٍ بالمناشير وقرْض بالمقاريض، وغَلْي في القدور، ولو أن الميت نُشِرَ -أيْ بُعِث من قبره-، فأخبر أهل الدنيا بألم الموت، ما انتفعوا بعيش ولا تلذَّذوا بنوم".