تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح اليوم السبت في عدد من مناطق ريف دمشق بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، بعد اشتباكات وقصف سجلت في الأحياء الجنوبية من العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان بعد ظهر السبت: "تعرضت الاراضي الواقعة بين مدينة حرستا وبلدة عربين في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية"، مشيرا الى اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة في مدينة دمشق وبلدة داريا رافقها قصف من القوات النظامية على المنطقة. كما أشار إلى اشتباكات في مناطق بيت سحم ومحيط الزبداني ودير العصافير. في الوقت نفسه، تعرضت مدينة دوما وبلدتا السبينة والنشابية للقصف. وكانت الأحياء الجنوبية في العاصمة شهدت صباحا اشتباكات وقصفا لمدة ساعات. وقتل خمسة اشخاص في دمشق وريفها منذ الصباح. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها أن القوات النظامية لاحقت وتمكنت من القضاء على "ارهابيين من تنظيم القاعدة" في ريف دمشق، في الزبداني والغوطة الشرقية وبيت سحم وداريا. وأشارت لجان التنسيق المحلية في بريد الكتروني الى ان قوات النظام تحاول اقتحام داريا. وتشهد مدينة حلب معارك عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة، وقد تجددت بعد الظهر، بحسب المرصد، الاشتباكات في محيط مبنى المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء الذي يحاول المعارضون السيطرة عليه. ونقل مراسل وكالة فرانس برس في حلب عن احد السكان الذي قدم نفسه باسم ابو محمد ان المقاتلين المعارضين هاجموا عناصر من القوات النظامية تقوم بحراسة سد تشرين الاستراتيجي الواقع على نهر الفرات بين محافظتي حلب والرقة. وطوق المقاتلون المنطقة الواقعة على بعد حوالى عشرة كيلومترات من مدينة منبج. ويسيطر مقاتلو المعارضة على واحدة من الطرق الرئيسية التي تربط بين حلب والرقة، والسيطرة على سد تشرين ستسمح لهم بالحصول على معبر ثان بين المحافظتين الواقعتين على الحدود مع تركيا. في محافظة حمص ، أفاد المرصد وناشطون عن تعرض مدينتي القصير والرستن اللتين تحاول القوات النظامية اقتحامهما منذ اشهر للقصف العنيف. وأفاد المرصد عن "تعزيزات عسكرية للقوات النظامية في محيط حي دير بعلبة في مدينة حمص تمهيدا لاقتحام الحي"، بينما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن "قصفا عنيفا يستهدف أحياء حمص القديمة المحاصرة (باب هود وباب التركمان والحميدية ) بالمدفعية والهاون التابعة لجيش النظام". في محافظة الحسكة يستمر التوتر بين مقاتلين اكراد ومقاتلين معارضين دخلوا المدينة في التاسع من نوفمبربعد معارك دامية مع القوات النظامية انتهت بانسحاب هذه الاخيرة. وقال أحد سكان رأس العين لمراسل فرانس برس إن "عدد السكان بات قليلا جدا في المدينة، وان معظم الاهالي فروا"، مشيرا الى "انقطاع التيار الكهربائي والمياه والاتصالات" بعد ايام من المعارك الدامية بين الاكراد ومقاتلين إسلاميين معارضين. وقد استقدم الطرفان حشودا إلى المدينة الجمعة، بحسب الشاهد والمرصد السوري لحقوق الانسان. وأشار المرصد إلى "جهود يقوم بها بعض الاطراف للوصول الى مصالحة" بين الطرفين. واتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الاسلاميين في شمال شرق البلاد، بحسب ما افاد وكالة فرانس برس الجمعة مسؤول كردي وناشط معارض.