في ظل العديد من الدراسات والأبحاث التي يُجريها العلماء والأطباء يوميًا بشأن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، في محاولة منهم لإكتشاف أي أعراض جديدة للمرض، أو الوصول لأي عقار جديد أو لقاح يعالج هذا الفيروس القاتل للحد من تفشيه أكثر من ذلك بين أنحاء البلاد و علاج المصابين في أسرع وقت ممكن، اكتشف عدد من الباحثين المختصين وجود بعض الأجسام التي تحتوي على خلايا تسمى خلايا "تي"، والتي تستطيع مكافحة فيروس كورونا والقضاء عليه حتي قبل ظهور الأعراض في جسم المصاب. وبحسب شبكة تليفزيون BBC البريطانية، كانت بداية الاكتشاف عندما وجد بعض الأطباء أن بعض المرضى تعافوا من المرض، بالرغم من أنهم ليس لديهم أجسام مضادة خاصة بالفيروس، ثم تكررت هذه الملاحظة لدى عدد كبير من المرضى. وبعدها، توصلت نتائج إحدي الدراسات إلى أن الحماية الطويلة المدى من الفيروس لا نكتسبها من الأجسام المضادة، بل من شيء آخر، حيث تنبه الباحثون إلى أنه ربما ثمة مكون آخر من الجهاز المناعي قد يظل مختبئًا في الجسم أحيانًا لسنوات لمهاجمة الفيروس المهاجم للجسم الذي صادفه من قبل. وأضافت الصحيفة نقلاً عن النتائج التي توصل إليها الباحثون، تعد خلايا "تي" نوعًا من الخلايا المناعية المتخصصة التي تتعرف على مسببات الأمراض التي تغزو الجسم أو الخلايا المصابة بها وتقتلها، وتستعين هذه الخلايا بالبروتينات على سطحها التي قد ترتبط بالبروتينات على سطح الكائنات الغازية. وتنتج الخلايا اللمفاوية "تي" تريليونات البروتينات المختلفة التي تسمى مستقبلات مولدات الضد، وكل بروتين منها يمكنه التعرف على هدف مختلف. وأشار الخبراء إلي أن خلايا "تي" قد تظل في الدم لسنوات بعد الإصابة بالمرض، ما يجعلها تسهم في بناء ذاكرة مناعية طويلة الأمد لتساعد جهاز المناعة في إطلاق استجابة أسرع وأكثر فعالية عند تكرار الإصابة بنفس المرض. وأفادت أكثر من دراسة إلى أن خلايا "تي" لدى معظم المصابين بكورونا المستجد يمكنها استهداف الفيروس، حتى لو لم تظهر عليهم أي أعراض، لكن الغريب أن بعض العلماء اكتشفوا أن بعض الناس قد لا توجد لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد، بل تقوم خلايا "تي" لديهم بالاستجابة للفيروس. وفسر الباحثون ذلك بوجود نوع من المناعة ضد المرض قد يكون أكثر شيوعًا بمراحل مما كنا نظن، مما يدل على أن هناك نسبة من الناس لديهم درجة من المناعة ضد الفيروس من قبل أن يصيب البشر. والجدير بالذكر أن هذه النسبة ليست قليلة، إذ تراوحت بين 40 و60 % من الأشخاص الذين لم يُصابوا بفيروس كورونا المستجد من قبل، مما يؤكد نظرية أن خلايا "تي" قد تكون مصدرًا سريًا للمناعة ضد فيروس كورونا المستجد.