عززت ألمانيا، اليوم الخميس، استعداداتها الهادفة إلى مكافحة تفشي وباء كورونا المستجد في ظل مخاطر بروز موجة ثانية قد يحملها المصطافون العائدون من عطلهم، وذلك بعدما كانت من الدول الأوروبية الأكثر نجاحًا في تجنب الأزمة. وفي هذا الإطار، ستفرض السلطات الألمانية تدابير عزل مشددة على المستوى المحلي حال تسارع عدّاد الإصابات بالعدوى. وتوافقت الحكومة والولايات على إقرار "حظر خروج" في نطاقات جغرافية سيعاد فرض الحجر المنزلي فيها حال ظهور بؤرة لكوفيد-19، وفق ما أعلنت الحكومة. وفي الواقع، لن يكون بمقدور السكان مغادرة المناطق المعزولة إلا في حالات الضرورة القصوى. وهذا أمر جديد في ألمانيا إذ كانت السلطات تتبنى إلى الآن تعريفًا مرنًا لمفهوم العزل، يرتكز إلى حد بعيد على الانضباط الذاتي وحسن النية. فحتى في ذروة تفشي الوباء في مارس وأبريل، ما كانت غالبية الألمان، باستثناء البافاريين، خاضعة إلى قيود عزل مشدد على غرار الإيطاليين والإسبانيين أو الفرنسيين. يُشار إلى أن كورونا المستجد ظهر في أواخر ديسمبر 2019 بمدينة "ووهان" الصينية في سوق لبيع الحيوانات البرية، ثم انتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير الماضي.