زعمت صحيفة "يو.إس.إيه.توداي" الأمريكية أن كل المؤشرات تدل على أن سوريا تتجه نحو إقامة دولة إسلامية متطرفة، تعليقًا منها على رفض فصائل الإسلاميين السوريين الدخول في ائتلاف المعارضة المدعوم من الغرب، في إشارة جديدة إلى الانقسامات التي تبدو مستعصية على الحل بين من يسعون إلى الإطاحة بنظام الرئيس السوري "بشار الأسد". وأوضحت الصحيفة أن إعلان الإسلاميين لرفض الائتلاف الجديد وقيام دولة إسلامية في ساحة المعركة الرئيسية في حلب، تُبرز الصراع الداخلى في وقت تسعى فيه المعارضة إلى كسب ثقة الغرب وتأمين تدفق الأسلحة لمحاربة النظام السوري. وأكدت الصحيفة أن صعود نجم الفصائل المتطرفة في صفوف الثوار إلى هذا الحد يُشكل خطرًا جثيمًا على مستقبل المعارضة، لاسيما أن هذه الخطوة من شأنها أن تُعرقل الجهود التي يبذلها الغرب من أجل الانتفاضة السورية بعد أن سعوا إلى الاعتراف الدولي والإقليمي بتحالف المعارضة الجديد الذي من شأنه أن يمثل السوريين في المحافل الدولية والإقليمية. وأضافت الصحيفة أن ازدياد نفوذ فصائل الإسلاميين الذين وصفتهم الصحيفة بالمتطرفين، ساعد بقوة خلال الانتفاضة التي اندلعت منذ أكثر من 20 شهرًا على إشعال الحرب الأهلية في البلاد وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، أغلبهم بالمدن الرئيسية كحلب وغيرها. ومن جانبه، قال "سليمان الشيخ" مدير مركز "بروكنجز" بالعاصمة القطرية الدوحة: "إن الإعلان الذي أصدره المتمردون الإسلاميون يوم الاثنين الماضي هو الخطوة التي سوف تعمل على زعزعة المساندين والداعمين من الغرب للجماعات المعارضة والجماعات داخل سوريا، ابتداءً من العلمانيين إلى الأقلية المسيحية". وأعربت الصحيفة عن مخاوف الغرب تجاه صعود من وصفتهم بالمتطرفين الإسلاميين، مشيرة إلى ازدياد القلق حول إمدادهم بالأسلحة، حيث سلطت الصحيفة الضوء على أحد الفيديوهات المنشورة على شبكة الإنترنت والتي يندد فيه أكثر من 13 فصيلا إسلاميا بالتحالف الجديد الذي وصفوه بأنه "ابتكار وصنع أجنبي" لا يمكن الاعتراف به داخل سوريا. وقال متحدث مجهول في الفيديو "نحن ممثلو التشكيلات القتالية في حلب نعلن رفضنا للمشروع التآمري المعروف باسم "التحالف الوطني"، ونعلن اتفاقنا بالإجماع على إقامة دولة إسلامية على وجه السرعة".