حذر الرئيس محمد مرسي من عواقب الاجتياح البري لغزة الوخيمة على المنطقة، وقال: "لن نقبل هذا أبدا وكذلك لن يقبل العالم الحر، لأن غزة في موقف المحتل ولهم حقوق وعلينا واجبات". وأضاف الرئيس مرسي - في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طب أردوغان أمس بقصر الاتحادية- عقب اجتماع بين وفدي البلدين ان هذه المرحلة تختلف وشعوب المنطقة وقياداتها تختلف عمن سبق، الامر مختلف لذلك نسعى بجدية لوقف العدوان واطلاق النار ونناشد الجميع الالتزام بما سيتم الاتفاق عليه في أقرب فرصة، وهذا ما نبحثه مع الجانب التركي ومع باقي شركاء المنطقة والعالم ومن بينها فرنسا وإيطاليا. وأشار الرئيس ان البعض ينسى أن اسرائيل دولة محتلة والقوانين الدولية تلزمها بأشياء لا تلتزم بها، ونحن نسعى مع كل الدول ذات المصلحة للتوصل إلى وقف إطلاق النار من الجانبين، كنوع من أنواع التوفيق لمنع العدوان على غزة والتهدئة ووقف اطلاق النار من الجانبين، وهناك مؤشرات لوقف اطلاق النار من الجانبين قريبا، لكن ليس لدينا ضمانات. وتابع الرئيس مرسي إن الحرب بهذه الكيفية والعدوان والحصار على غزة لن يحقق سلاما ولا استقرارا لشعوب المنطقة، مشيرا إلى أنه اذا كنا نتحدث عن اتفاقية السلام وعن احترامنا لها، فإن اتفاقية السلام تنص على السلام الشامل والعادل في المنطقة، والواقع غير ذلك، وقال :" ننبه إلى أن العدوان والقتل لا يحقق سلاما ولا استقرارا." وقال الرئيس مرسي ان زيارة رئيس الوزراء التركي والوفد المرافق له إلى مصر مناسبة نعتز بها جميعا نحن كمصريين ، ونستشعر أن لهذه الزيارة قيمة كبيرة. وأشار إلى أن الزيارة تأتي في إطار التواصل المستمر حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، والتشاور حول القضايا الإقليمية، خاصة وان الفترة الماضية عقب ثورة 25 يناير، أظهرت مدى تطابق المواقف بين البلدين في مختلف القضايا. وقال الرئيس مرسي إن المباحثات تناولت الموضوعات الثنائية، مشيدا بدعم تركيا لمصر في هذه المرحلة الهامة من تحول مصر الديمقراطي، وهو ما يعكس مدى أهمية وخصوصية العلاقة بين مصر وتركيا. ولفت الرئيس إلى أن هذه الزيارة تؤسس لمزيد من التعاون والشراكة البناءة وفيما يحقق المصلحة المتبادلة بين الشعبين، معربا عن شكره تقديم تركيا تسهيلات ائتمانية لمصر بقيمة مليار دولار بشروط ميسرة . مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على العمل لمضاعفة الاستثمارات لتصل إلى أكثر من 5 مليارات دولار في السنوات القليلة المقبلة، والاستفادة من الحوافز والفرص التي توفرها السوق التركية وامكانية التصدير للأسواق التي ترتبط معها مصر باتفاقيات تجارة حرة. وأعلن الرئيس مرسي عن انه تم توقيع 27 اتفاقية ثنائية في مجالات كثيرة، من بينها تشجيع التجارة والاستثمار والتعليم والصحة والبنية التحتية والنقل والعمران، بما يتفق مع أولويات التنمية في مصر خاصة في المجالات الاقتصادية، مشيرا إلى أنه تم بحث موقف مصر من الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والجهود التي تبذلها مصر وتركيا للتهدئة، ونتائج زيارة رئيس الوزراء إلى غزة أمس الأول. وقال الرئيس إنه تم التطرق إلى بحث سبل تنسيق جهود مصر وتركيا في هذا الشأن. وأعرب رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا عن دعم بلاده لجهود مصر في هذا الصدد، مؤكدا اتفاق البلدين بشكل تام على أهمية اصطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف الاعتداءات الوحشية على الفلسطينين، وأنه لا بد أن يدرك الجميع أن الحرب لا يمكن أن تؤدي إلى سلام واستقرار. وأشار خلال المؤتمر الصحفي إلى أنه تم بحث الجهود المبذولة من القاهرة وأنقرة لوقف نزيف الدم في سوريا، والتوصل إلى تسوية للأزمة، والأفكار المطروحة في إطار المبادرة الرباعية بين مصر وتركيا وإيران والسعودية. وأوضح اردوغان إن الجهود المبذولة التي لم تتوقف على المستوى الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أنه يجري الآن محاولة الخروج بمبادرة قابلة للتطبيق، وسيتم التشاور بشانها أثناء انعقاد قمة الدول الثمانية الإسلامية النامية في إسلام أباد يوم الخميس المقبل. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه تم أمس عقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون التركي المصري بدعوة من الرئيس مرسي، وهو المجلس الذي بدأ العام الماضي بمبادرة تركيا، مشيرا إلى التعاون بين البلدين يكتسب أهمية خاصة ويعكس متانة العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن هناك 100 مستمثر تركي في مصر الآن يستثمرون بمبلغ مليار ونصف دولار وهو دون المستوى المطلوب، لافتا إلى أن تركيا تسعى لزيادة هذا إلى 5 مليارات وهو مبلغ لا يكفي، على حد قوله ، مؤكدا ضورة رفعها إلى 10 مليارات دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، معلنا عن سنة مصر في تركيا وسنة تركيا في مصر. وأكد اردوغان ان مصر وتركيا من نفس الحضارة ولا بد من الاستفادة من ذلك، مشيرا إلى أن تركيا ستبذل قصارى جهدها لتشجيع رجال الأعمال التركي، خلال الخطاب الذي سيلقيه اليوم أمام منتدى رجال الأعمال المصري التركي. ووصف أردوغان محاضرته في جامعة القاهرة بانها لا تنسى، مشيرا إلى أنه وجد في مصر شبابا ديناميكيا حازما، وهم قادة الربيع العربي في مصر، مؤكدا أن هذا الربيع لن يتحول إلى خريف وسيستمر ربيعا إلى الأبد. وأكد أردوغان أن قضية غزة كان لها اهتمام خاص في المباحثات، حيث لخص هشام قنديل المشهد هناك، مشيرا إلى جهود الرئيس مرسي في هذا المجال عن طريق الاتصالات الهاتفية المكثفة، مؤكدا استمرار الجهود في هذا المجال . وأعرب عن أمله في أن يتم وقف اطلاق النار بصورة عاجلة في غزة، وقال: "لوتورطت القوى العظمى في غض النظر عما يحدث، فإن القوى الإنسانية لن تعفو عنهم، فالقوى المفرطة معروف هي في يد من. وأشار إلى أن القوى العظمى تتحدث عن قتلى إسرائيل الثلاثة وكأنهم 300 شخص، بينما تجاوز شهداء غزة ال 30، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن يشبه ما حدث في غزة عام 2008، عندما تم قتل 1500 فلسطيني. وقال إن سوريا كارثة أخرى، ونحن دائما نقف إلى جانب الشعب وضد النظام الحالي، وسنستمر في ذلك، لأن سوريا تعيش مجزرة واضحة وظلما طاغيا، ومات فيها 50 ألف مواطن حتى الآن، ولا يمكن غض الطرف عن هذا، وداخل سوريا هناك مليونان ونصف مشرد، ووصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 170 ألف، ولم نجد من مجلس الأمن القرار المطلوب، والرئيس السوري بشار الأسد يربح وقتا، وعلى تركيا ومصر مسؤوليات وواجبات هامة في هذا الصدد. وحول ما إذا كان قد تم الاتفاق على شيء معين فيما يتعلق بغزة قال أردوغان إنه المباحثات تناولت الموضوع من جانب اسرائيل وغزة، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالات مع الجانبين وطلب تقديم ضمانات لوقف اطلاق النار، وحتى الآن لم تتم أي مبادرات وكما تعلمون في السنوات الماضية كانت هناك اتفاقية لوقف اطلاق النار لم تلتزم بها إسرائيل.