الالحاح بالدعاء من اسباب محبة الله سبحانه وتعالي وقال ابن كثير لما يأس النبي نوح -عليه السلام- من استجابة قومه قام بالدعاء عليهم، وقد ذُكر دعاء سيدنا نوح -عليه السلام- في القرآن الكريم، قال تعالى: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا * رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}،[2] . وقد استجاب الله دعاء نوح سيدنا -عليه السلام- وقضى بهلاك قوم نوح بالغرق وأمره أن يصنع سفينة النجاة ليركب فيها والمؤمنون معه، ولما أتم نوح -عليه السلام- صنع السفينة وظهرت علامات بدء العذاب بتفجير العيون من الأرض ونزول الماء من السماء أمر الله -عزّ وجلّ- سيدنا نوح -عليه السلام- بأن يحمل فيها من الأحياء والحيوانات زوجين اثنين ذكرًا وأنثى ليبقى ويستمر نسلها كما أمره الله أن يحمل معه أهله ما عدا من كفر منهم، وهم إحدى زوجاته وأحد أبنائه كما أمر الله أيضًا أن يحمل معه الناس المؤمنين من قومه، ولما أهلك الله الكافرين أمر النبي نوح أن ينزل محفوفًا بالبركات والسلام ونصره وجعل الكافرين عبرة على مر الزمان، وهذا من عناية الله -عزّ وجلّ- ومن آثار دعاء سيدنا نوح -عليه السلام- الذي استجابه الله -سبحانه وتعالى- .