الثالث من يوليو «2013» الذى يمر عليه اليوم اثنا عشر عاما، كان هو الترجمة الحقيقية العملية والمباشرة والصادقة لثورة الثلاثين من يونيو،...، وانتقالها من فوران وتحرك شعبى كاسح لجموع الوطن، إلى حقيقة عملية قائمة على أرض الواقع، باعتبارها تعبيرا صحيحا عن الحقيقة الراسخة فى وجدان وقلب مصر كلها، الوطن والدولة والشعب. هذه الترجمة العملية وذلك التعبير الصحيح عما هو كامن فى قلوب ونفوس كل المصريين، هو ما يجعل هذا اليوم الثالث من يوليو «2013» يوما راسخا وحاضرا دائما فى الذاكرة الوطنية لكل الأمة المصرية. ففى هذا اليوم كانت الاستجابة الكاملة لإرادة الأمة، التى عبر عنها الملايين من أبناء الشعب فى خروجهم الكبير والجامع وغير المسبوق فى تاريخ الشعوب والأمم، معلنين رفضهم التام لاستمرار حكم المرشد وجماعته. ومؤكدين إصرارهم على استعادتهم لمصر من خاطفيها، الذين سطوا على الدولة والشعب فى غفلة من الزمن، وسيطروا على مقاليد السلطة والحكم، ودفعوا البلاد إلى طريق الفتنة والتطرف والضياع. وفى ظل هذا اليوم من اثنى عشر عاما، شهد العالم كله الانحياز التلقائى والطبيعى لجيش مصر العظيم لثورة الشعب، وإعلانه الاستجابة الكاملة والخضوع الطوعى لإرادة الشعب والتزامه بالولاء التام للشعب وسعيه الجاد والأمين لتحقيق أهدافه وطموحاته بوصفه مصدر السلطات ومانح الشرعية. من أجل ذلك سيظل يوم الثالث من يوليو «2013» يوما مشهودا فى تاريخ المسيرة الوطنية المصرية للشعب والجيش المصري،...، وسيظل هذا اليوم حافلا ومعبرا عن كل المعانى الوطنية السامية، وحاملا فى طياته الكثير والكثير من الدلالات والمعانى فى حب الوطن، والتضحية من أجله والحفاظ على هويته ونفاذ إرادته الحرة.