معادن الرجال لا تظهر إلا فى أوقات الشدائد والأزمات، وفى محنة كورونا التى تعرضت لها مصر، كبقية دول العالم، وجدنا رجالاً أوفياء تغلب عليهم الوطنية بشكل يدعو إلى الفخر والاعتزاز، لم تلههم المصالح الخاصة عن أداء دورهم الوطنى تجاه البلاد، ولم يقولوا للدولة: اذهبى وقاتلى إنا ها هنا قاعدون.. بل إن هؤلاء شاركوا الدولة المصرية فى أداء الواجب بشكل واضح وظاهر. من بين هؤلاء الدكتور خالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الذى يقود أكبر جامعة فى مصر الآن جابت شهرتها الآفاق داخل البلاد وخارجها، حتى باتت منارة علمية تهوى إليها نفوس طلاب العلم، لأمرين مهمين الأول: أنها جامعة عالمية والثاني: أنها بمصروفات قليلة جداً، عملاً بوصية رائدة التعليم فى مصر الراحلة الدكتورة سعاد كفافى رحمها الله والتى أوصت قبل رحيلها بعدم إرهاق الطلاب وأولياء أمورهم بمصروفات باهظة، إضافة إلى أهمية استمرار المنح والعلاج المجانى للمرضى غير القادرين. فى أزمة كورونا نهض الدكتور خالد الطوخى وقدم مشاركة مجتمعية أكثر من رائعة عندما اتخذ قراراً وطنياً عاجلاً بإنشاء وتجهيز دار العزل التابعة لمستشفى سعاد كفافى الجامعى وقام بشخصه بمتابعة إنشاء دار العزل لمرضى كورونا فى حرص شديد على تقديم العون للمرضى والمصابين، وينتهى العمل وتجهيز دار العزل خلال أيام قليلة فى موقف يستحق الإشادة لشخصية وطنية تعرف كيفية المشاركة المجتمعية بشكل يعد قدوة لكل القطاع الخاص الوطنى فى مصر.. ونعلم أن الدكتور خالد الطوخى يؤمن بالمسئولية المجتمعية بشكل يفوق الخيال، ويعتنق مبدأ مشاركة الدولة فى الأعباء، وهذا واجب وطنى للقطاع الخاص ومجتمع الأعمال المصري، فالدولة وحدها لا تستطيع بمفردها القيام بكل الأمور، ولو أن الجميع التزم بهذا النهج الوطنى لتغيرت صورة مصر بشكل أسرع، لا أن تترك الدولة بمفردها تقوم بذلك. وهذا ما يقوم به الدكتور خالد الطوخى والذى يعد نموذجاً ونبراساً للمشاركة المجتمعية مع الدولة فى كل شيء. الحقيقة أن مبدأ المشاركة الوطنية فى الأزمات ليس منة من أحد، وإنما هو دور وطنى مهم كما يقوم به خالد الطوخى إيماناً منه بأن المشاركة ترفع العبء عن الدولة، وتساعد المرضى أو المصابين كما فى إنشاء دار العزل الملحقة بمستشفى سعاد كفافي. وقد تم تخصيص ما يزيد على خمسة أفدنة لدار العزل والمستشفى الميدانى المقام على خمسة أدوار بمساحة سبعة آلاف متر، ويستوعب مائة وتسعين سريراً.. ولم ينس خالد الطوخى أن يطلب إنشاء كلية للتمريض تضاف إلى كليات الجامعة، بعد هذه الأزمة الخطيرة التى تعرضت لها البلاد فى ظل أزمة كورونا، ووافق المجلس الأعلى للجامعات على إنشاء هذه الكلية، لتخريج أطقم تمريضية على أعلى مستوى، فقد كشفت أزمة كورونا عن أهمية إنشاء المزيد من كليات التمريض وحاجة المجتمع إليها الآن. شكراً لكل رجل وطنى يقدم دوراً مهماً للوطن والمواطن خاصة فى أوقات الأزمات، ومن بين هؤلاء خالد الطوخى هذه الشخصية الوطنية التى تعد نموذجاً يحتذى به فى أعمال الخير ورائداً فى المشاركة المجتمعية. أتوجه بالشكر الخالص للعالم الجليل الدكتور فاروق حسن أستاذ الأشعة التداخلية الذى أجرى لى القسطرة العلاجية بالعمود الفقري.