حطمت أسعار الذهب في السوق المصرية المستويات القياسية التي سجلتها الأسبوع الحالي، بعد أن ارتفعت خلال تعاملات اليوم بما يتراوح بين 8.6 إلى 11.45 جنيه، بحسب عيار الذهب. وبلغ سعر الذهب عيار 24 من دون مصنعية 910.85 جنيه للجرام (56.9 دولار)، كما سجل الذهب عيار 21 الأكثر إقبالًا في مصر 797 جنيهًا للجرام (49.8 دولار). وسجل سعر الذهب عيار 18 نحو 683.15 جنيه للجرام (42.7 دولار)، وبلغ قيمة الجنيه الذهب 6 آلاف و376 جنيه (3980.25 دولار). وبحسب الخبراء فإن المستثمرين يواصلون اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن لمدخراتهم للتحوط ضد الموجة الثانية المحتملة لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، إلى جانب تراجع أسعار النفط في ضوء ارتفاع مستويات المخزون في الولاياتالمتحدة. من جانبه، قال إيهاب وصفي، نائب رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرفة التجارية بالقاهرة، أن أسعار المعدن الأصفر سجلت أعلى مستوى لها في تاريخ السوق المصرية على الإطلاق، لتستكمل مسيرة الصعود التي بدأتها خلال الشهور الماضية. ومنذ بداية العام ارتفع الذهب عيار 21 بمقدار 110 جنيه (7.06 دولار)، حيث انطلق من متوسط 687 جنيه (42.74 دولار) في يناير2020 إلى 797 جنيه الآن (49.8 دولار). وأوضح وصفي أن أسعار الذهب في مصر تستفيد من ارتفاع سعره على المستوى العالمي بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ 8 سنوات. وسجلت العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس المقبل خلال تداولات اليوم 1777 دولارًا للأوقية قبل أن يتراجع إلى 1775.5 دولار. وبرأي وصفي فإن المخاوف من تفشي فيروس كورونا ضمن موجة ثانية محتملة تدفع المستثمرين إلى تكثيف مشتريات الذهب. وتابع: أسعار النفط تلعب هي الأخرى بالطبع دورا مهما في هذا التوجه، بعد أن تراجعت اليوم الأربعاء، بفعل ارتفاع مخزون النفط الأمريكي. وانخفضت عقود غرب تكساس الوسيط بنحو 5.67% اليوم لتسجل 38.08 دولار للبرميل، بالتزامن مع تراجع سعر خام برنت إلى مستوى 40.36 دولار للبرميل، بمعدل تراجع 2.27%. ويأتي ذلك في ضوء تسجيل مخزونات الخام الأمريكية زيادة أكبر بكثير من المتوقع عند 1.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقًا لمعهد البترول الأمريكي، وهو ما يزيد كثيرا عن توقعات المحللين بزيادة قدرها 300 ألف برميل. لكن البيانات أظهرت تراجع مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولاياتالمتحدة، مما غذى تفاؤلا بأن استهلاك الوقود يتزايد مع تخفيف بعض الاقتصادات للعزل العام المفروض لاحتواء جائحة فيروس كورونا. فيما أشار نادي نجيب سكرتير شعبة الذهب في الغرفة التجارية بالقاهرة، إلى أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب، إلا أن هناك تباطؤا في حركة البيع في السوق المصري نتيجة أزمة كورونا التي تسببت في ضبابية المشهد حاليا. وعلى الصعيد العالمي، تشير توقعات لبنوك الاستثمار إلى أن أسعار الذهب ستواصل الصعود خلال الفترة المقبلة، وقد تكسر حاجز ال2000 دولار للأوقية. ورجح جولدمان ساكس الأسبوع الماضي استمرار ارتفاع الذهب بسبب مخاوف انخفاض الدولار، وعدم اليقين الاقتصادي الناجم عن أزمة فيروس كورونا. ورفع بنك الاستثمار الأمريكي تقديرات أسعار الذهب لمدة 3 و6 و12 شهرًا إلى 1800 دولار و1900 دولار و2000 دولار للأوقية من 1600 و1650 و1800 دولار لكل أوقية على التوالي. وكتب محللون في بنك جولدمان ساكس في مذكرة أن ضعف الدولار سيعزز القوة الشرائية لكبار مستهلكي الذهب عبر الأسواق الناشئة إلى جانب تخفيف عمليات الإغلاق.
