أكد عدد من الخبراء السياسيين، أن الموقف السوداني المعلن أخيراً بشأن سد النهضة، والذي جاء من خلال تصريحات وزير الخارجية السودانية عمر قمر الدين بأن السودان لن يدخل في مواجهة مع إثيوبيا في حال أقدمت على خطوة ملء خزان السد، يعد مراوغة سياسية وليس موقفاً جديداً على السودان. وأوضح الخبراء في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الأشقاء السودانيين شركاء وليسوا وسطاء، وما سيجري من مواقف سيكون له تداعيات على مسار المفاوضات في مجلس الأمن وخارجه.،مؤكدين إلى أن مصر ما زالت حتى الآن حريصة كل الحرص على السودان وطبيعة العلاقات بين الخرطوموالقاهرة. وكان قد أعلن عمر قمر الدين، وزير الدولة بالخارجية السودانية، أن السودان لن يدخل في مواجهة مع إثيوبيا في حال أن أقدمت على خطوة ملء خزان السد دون اتفاق. وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الموقف السوداني المعلن أخيراً بشأن سد النهضة، ليس موقفاً جديداً، مؤكداً أن السودان سبق وأن راوغت في البداية، ولم توقع على الإعلان الخاص بواشنطن ورفضت أن تنضم إلى الموقف المصري التفاوضي من قبل، وكانت له تحفظات بصورة أو بأخرى. وأردف فهمي، أن السودان التحقت قبل ذلك في المفاوضات الثلاثية، حيث دارت هذه المفاوضات وفوجئنا خلالها أن وزير الري ياسر عباس، أعلن في مؤتمر صحفي أن المفاوضات الفنية قد انتهت والاطار القانوني أوشك. وأوضح فهمي، أن التحججات السودانية الآن تدور حول إحالة الملف إلى مجلس الأمن قبل استيفاء كل الشروط وما إلى ذلك، مشيراً إلى أن هناك ردان على هذه التحججات، أولها أن مصر استوفت جميع الشروط في التفاوض ودخل وسطاء كثيرون، وثانيا: أن مصر لم تتعجل إلى نقل الملف إلى مجلس الأمن بل بالعكس كان صبرها حتى هذه اللحظة قائم على الذهاب إلى مجلس الأمن برؤية أكثر وضوحاً وثقة. وعن موقف وزير الدولة بالخارجية السودانية عمر قمر الدين، بأن السودان لن تدخل في مواجهة مع إثيوبيا في حال أقدمت على خطوة ملء خزان السد، أكد الدكتور طارق فهمي، أن الأشقاء السودانيين شركاء وليسوا وسطاء، وما سيجري من مواقف سيكون له تداعيات على مسار المفاوضات في مجلس الأمن وخارجها. وأكد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر حريصة كل الحرص على السودان وطبيعة العلاقات بين الخرطوموالقاهرة، متمنياً أن تراجع السودان موقفها من جديد وانصرف عن المراوغات. ومن جانبه قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تصريحات وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين بأن السودان لن يدخل في مواجهة مع إثيوبيا في حال أقدمت على خطوة ملء خزان السد دون اتفاق تعد مراوغة سياسية وتصريحات غريبة وليست في وقتها، مشيرًا إلى أنها تدل على تأرجح في الموقف السوداني تجاه سد النهضة. وأضاف بدر الدين، أن الأمر كان يتطلب التشاور مع مصر وتنسيق الجهود قبل إطلاق هذه التصريحات باعتبار أن مصر والسودان من دول المصب، مؤكدًا أن مصر عندما لجأت لمجلس الأمن بهدف استكمال المسار السياسي والتفاوضي بشأن هذه الازمة، لافتًا إلى أن تغير الموقف السوداني قد يأتي نتيجة لضغوط أثيوبية على السودان بعد المناوشات التي تمت بين ميليشات أثيوبيا على الحدود السودانية مؤخرًا، على حد قوله. وفي سياق متصل قال الدكتور مختار غباشى، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إن الموقف السوداني المعلن أخيراً بشأن سد النهضة، يؤكد أن السودان مستفيده من السيناريوهات الحالية، مشدداً على ضرورة اتخاذ موقع حازم وشديد للرد على على الأفعال الأثيوبية. وأضاف نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن قضية سد النهضة تمر بمرحلة خطرة وصعبة مشيرا الى اللجوء لمجلس الأمن ليس حلاً مجديا لحل المشكلة، حيث أن الجانب الأثيوبي يماطل منذ وقت طويل فى حل المشكلة منذ عام 2015 ، لافتاً إلى أن الجانب الاثيوبي لايقر بأى اتفاقيات تضمن حق مصر في المياة.