شدد عدد من الخبراء على أن تفشي فيروس كورونا فرصة ذهبية للتحول الإلكتروني والرقمي، وضروة ملحة للالتحاق بالتقدم الإلكتروني دون أدنى معارضة من المواطنين، موضحين أنه أظهر الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية المصرية، وأهمية سعيها للتحول الرقمي والتعامل الإلكتروني لأن لديه مميزات كثيرة، موضحين أن التعامل الآلي يقضي على مشكلات الفساد الإداري ويمنع تفشي الأمراض المعدية ويقلل التكاليف ويزيد الإنتاج، والحكومة المصرية كان لها الفضل والسبق في التحول الرقمي في جميع المجالات والقطاعات الحكومية الخدمية. وفي هذ السياق، أكد راشد النجار، الخبير الاقتصادي، أنه يجب أن يستثمر الجميع في تطوير البنية التحتية للاتصالات، موضحًا أن أزمة كورونا أظهرت أهمية تطوير البنية التكنولوجية و أن الاستثمار في الاتصالات أصبح ضرورة وذلك لمواكبة دول العالم الذي تخطنا في هذا المجال. وطالب النجار، بضرورة الانخراط في الثورة التكنولوجية الذي أحدثها فيروس كورونا وبذل جهود كبيرة لتطوير البنية المعلوماتية والتخطيط للتحول إلى المجتمع الرقمي، بما يسهم في تحقيق الإصلاح الإداري، وتطوير الخدمات الحكومية وتحسينها. وعدد النجار، فوائد الانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية وميكنة الخدمات الحكومية، مشيرًا إلى أنه سيساهم في القضاء على البيروقراطية وتقليل أخطاء العامل البشري، والفصل بين المواطن ومقدم الخدمة، للحد من الفساد وترشيد النفقات. واختتم "الخبير الاقتصادي" بالإشادة بالجهود التي تبذل من جانب الدولة في مجال التحول الرقمي، وهو ما سيكون له دور في تشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر. وأكد المهندس أسامة الشاهد، الخبير الاقتصادي، أن ضخ استثمارات في البنية التحتية للاتصالات، لم يعد اختيارا أو رفاهية، وإنما أصبح ضرورة لا غنى عنها، مشيرا إلى أن الدولة واعية لهذا الملف واتخذت فيه خطوات حقيقية، إلا أننا نحتاج سرعة أكبر في الحركة لأن التطورات العالمية أسرع، فى ظل تفشى جائحة كورونا. وأوضح الشاهد ، أن العالم كله يعتبر البنية التحتية للاتصالات جزء لا يتجزأ من البنية التحتية العادية مثل شبكات الطرق والصرف وغيرها، لافتًا إلى أن التركيز في الاستثمار بقطاع الاتصالات لا ينفي أهمية الاستثمارات الأخرى، خصوصا وأن مصر مرت بسنوات طويلة اهتمام بالبنية التحتية مثل مشروعات الطرق، حيث تمثل الطرق شريان أي استثمار. وتابع: الآن الحسابات تغيرت وكفة التكنولوجيا بكل المقاييس هي الرابحة، وبالتالي ضخ المليارات فيها وتطوير بنية الاتصالات شيء هام للغاية، قائلا: "مفيش مستثمر هييجى يشتغل في مكان مفيهوش شبكة نت مثلا". وأشار إلى أن استخدام المواطنين لشبكات الاتصالات والانترنت أصبح بشكل أكبر من أي وقت مضى، متوقعا زيادة هذا التوجه الفترة المقبل سواء الأعمال، أو التعليم عن بعد وغيره، مشددا على ضرورة الاستعداد الجيد لهذه المرحلة. وقال الشاهد: يمكن احنا اتأخرنا شوية، والأزمة الحالية كشفت هذا بقوة، وبالتالي الحكومة لابد من أن تعيد حساباتها في توجيه الموارد في الاستثمارات الأهم مثل التعليم والصحة والبحث العلمي والتكنولوجيا والبنية التحتية للاتصالات، لافتا إلى أن هذه الأولويات هي الأولى التي يجب أن يتم التركيز عليها من جانب الحكومة.