أكد الدكتور عمر طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن التحول الرقمي أصبح مسألة حتمية وتعمل لتحقيقها كل عناصر المنظومة الرقمية في مصر، مشيرًا إلى تتضافر جهود المجتمع الرقمي من الحكومة إلى القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز التدريب والتعليم التقني، والمهنيين المستقلين، والشركات الناشئة لبناء مصر الرقمية. قال طلعت خلال مشاركته في حوارات "صوت مصر- تغيير الواقع"Narrative Summit- Reshaping Norms والتي تستضيفها قمة "صوت مصر" على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، إن أحد العناصرالمهمة لمصر الرقمية هو تقديم الخدمات الحكومية المرقمنة، ورغبة المواطنين في الحصول على هذه الخدمات دون عناء الذهاب إلى منافذ تقديمها، خصوصًا وقد تعاظمت أهميتها مع وباء فيروس كورونا المستجد. أوضح طلعت أن الدولة بدأت في عام 2019 بمشروع تجريبي لتقديم الخدمات الحكومية الرقمية في محافظة بورسعيد وتم توفير 80 خدمة حتى الآن وخلال الشهر الجاري سيتم إطلاق 75 خدمة أخرى؛ ليبلغ مجموع الخدمات الرقمية بالمحافظة 155. أضاف وزير الاتصالات أنه سيتم طرح خمس حزم من الخدمات في أنحاء الجمهورية كافة، أولها خدمات المرور وتجديد تراخيص المركبات بالتعاون مع النيابة العامة ووزارة الداخلية، والحزمة الثانية الخاصة باستخراج وتجديد بطاقات التموين والخدمات المتعلقة بها بالتعاون مع وزارة التموين، والحزمة الثالثة والرابعة تختصان برفع الدعاوى القضائية وخدمات التوثيق بالتعاون مع وزارة العدل، ثم الحزمة الخامسة الخاصة بخدمات الاستثمار بالتعاون مع الهيئة العامة الاستثمار. أشار إلى أن المواطن يمكن أن يحصل على تلك الخدمات بطرق متعددة تناسب كافة أطياف المجتمع؛ مؤكدًا أنه سيتم تزويد العاملين بهيئة البريد والهيئات الأخرى بأجهزة ومعدات التوقيع الإلكتروني فيما يعد هذا التطوير أول تفعيل حقيقي لقانون التوقيع الإلكتروني الذي صدر منذ 2004. قال طلعت إن مصر الرقمية نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن، لافتًا إلى أن هذا المشروع الضخم سيكتمل خلال عامين بتكلفة تزيد عن 7 مليار جنيه تشمل معدات وربط أكثر من 33 ألف مبنى حكومي بشبكة ألياف ضوئية. كما أوضح أن مصر نفذت في عام 2019 مشروع طموح لرفع كفاءة الشبكات والبنية التحتية التكنولوجية؛ ليصل متوسط سرعة الإنترنت الثابت في يناير 2020 إلى 30.3 ميجابت/ثانية بما يوازي أكثر من 6 أضعاف متوسط السرعة في أواخر عام 2018، ليرتفع بذلك ترتيب مصر إلى المركز الثاني بين 43 دولة أفريقية. تابع أنه لولا ما تم من جهد لرفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية في 2019 ما كان للشبكات أن تستوعب الأحمال التي نتجت عن تنامي أنماط استخدام المواطنين لخدمات الاتصالات خلال أزمة كورونا. أكد أن عدد ساعات ذروة الاستخدام تنامى من 7 إلى 15 ساعة في اليوم، وزادت الأحمال بنسبة 99%، مشيرًا إلى أن وزارة الاتصالات تعمل الآن على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع رفع كفاءة الشبكات والبنية التحتية التكنولوجية. وحول جهود الوزارة في مواجهة أزمة كورونا، أشار وزير الاتصالات إلى مجموعة من المبادرات تم تنفيذها لتشجيع المواطنين على المكوث في منازلهم أطول فترة ممكنه مثل مبادرة توفير 20% سعة تنزيل مجانية لكل مشتركي الإنترنت الثابت في مصر بتكلفة 200 مليون جنيه تحملتها الدولة، وإتاحة كل المواقع التعليمية التي حددتها وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي مجاناً للطلبة لكي يستكملوا تحصيل دروسهم. ولتحفيز المواطنين على استخدام وسائل الدفع الرقمية - لأن أوراق النقد تعد من الوسائط الناقلة للعدوى - تم طرح مبادرة لتوفير 30 ضعف الرصيد المشحون في حالة الشحن باستخدام الوسائل الرقمية. أشار أيضًا إلى التعاون مع وزارة الصحة لتوفير أكثر من 450 مقعد في مراكز الاتصال لمتابعة الخط الساخن الخاص بوزارة الصحة، كما أطلقت الشركة المصرية للاتصالات منصة لتقديم مليون استشارة طبية مجانية من الأطباء للمواطنين حول الأعراض المرضية وكيفية الوقاية منه. ولفت إلى تنظيم صرف مكافأة العمالة غير المنتظمة عن طريق مكاتب البريد بواسطة استخدام التكنولوجيا في التواصل مع المواطنين لإعلامهم بمواعيد وأماكن الصرف حتى لا ينتج عن ذلك تكدس يسبب خطر في نقل العدوى. كما كشف عن سبل تمكين الشباب في ظل ظروف الوباء الصعبة، مشيرًا إلى مبادرة "شغلك من بيتك" لتدريب الشباب على تقنيات العمل الحُر وكيفية التواصل مع العملاء حول العالم عبر المنصات الرقمية للمهنيين المستقلين أو freelancing لإيجاد فرص عمل في مجال التكنولوجيات الرقمية، فضلاً عن مبادرة بالتعاون مع بنك ناصر لتوفير قروض للشباب لاقتناء حاسب شخصي بفائدة منخفضة. وحول رؤيته للواقع الجديد الذي فرضه وباء فيروس كورونا المستجد، قال طلعت إن الأزمة دفعت جهود الوزارة للتوسع في تقديم فرص التعلم والتدريب الرقمي، وسلط الضوء على مبادرة "مستقبلنا رقمي" لتدريب 100 ألف شاب على تخصصات يتطلبها سوق العمل المحلي والعالمي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. أضاف أن هذه المسارات التدريبية المتخصصة تركز على تصميم وبناء المواقع، وعلوم البيانات وتحليها، وكذلك التسويق الرقمي، موضحًا أنه في ظرف أسبوعين من إطلاق المبادرة سجل بها 30 ألف شاب وبدأوا التدريب الخاص بهم، بالتعاون مع شركة Udacity العالمية المتخصصة في تنمية المهارات التقنية من خلال منصة رقمية. أكد طلعت أن العمل والتدريب ورفع الكفاءة في فترة التعايش مع الأزمة وبعد زوالها لن يتقيد بحدود أو بقيود جغرافية بل سيعتمد بشكل أساسي على تعظيم الاستفادة من التكنولوجيات الرقمية. يذكر أن قمة صوت مصر حدث سنوي أقيم على مدار الأربع سنوات الماضية كأول منتدى دولي للهوية الوطنيةNation branding في مصر، ومع الظروف التي فرضها فيروس كورونا، بدأت في تقديم حلقات على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، تستضيف خلالها الخبراء والمسؤولين لمعرفة تأثير الأزمة الحالية في خلق واقع جديد في مصر والعالم.