انشئت الجمعيات الزراعية لتقديم المنفعة للمزارعين ومساعدتهم في توفير مستلزمات الإنتاج "كالبذور والأسمدة والمبيدات" وخفض تكاليفه، بالاضافة إلى إيجاد قنوات تسويقية يتم من خلالها تصريف الإنتاج الزراعي بأسعار مناسبة، مما ينعكس بدوره على زيادة الدخول وتحسين الأحوال المعيشية لهم. ورغم انتشار اكثر من 5737 جمعية زراعية تقدم خدماتها لجميع المزارعين، الا أن الكثير منهم يشتكي من قلة الاستفادة من ادوار هذه الجمعيات التي قامت في الاساس علي مساعدتهم في التغلب علي المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعترضهم. قال الحاج "عبده محمد السيد" كبير المزارعين بعزبة طحيمر مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، إن مشكلة نقص مياه الازمة لري أراضيهم الزراعية، هي من أهم المشاكل التي يتعرضون لها منذ أكثر من ثلاث شهور، فالدورة التي يتعاملون من خلالها تتاخر كثيرًا وهي ما تدفعهم للجوء الى استخدام مياه الصرف الصحي الموجودة بمصرف ابو لاخضر القريب من اراضيهم، وهو امر اضطراري حتي يستطيعوا ري اراضيهم والحصول علي المحصول الذي يعينهم علي مواجهة الحياة بشق الانفس. لافتا إلى أن من أسباب هذه المشكلة عدم دورية تطهير الترع لفترات تزيد على ستة شهور رغم تحصيل القيمة المادية عن عمليات التطهير والتي تصل الي "30 جنيها علي كل فدان "، كما ان عمليات الصرف التي اتجهت وزارة الزراعة الي الاعتماد عليها خلال السنوات السابقة، ساعدت كثيرا في عدم وصول حصص المياه بسبب انسداد شبكتها وعدم احداث تطهير لها او القيام بعمليات احلال وتجديد لهذه المواسير. وطاب وزير الزراعة بضرورة تعديل قوانين الجمعيات الزراعية حتى تتمكن من تطوير نفسها ومعالجة القصور المتفشي فيها لتكون قادرة على تلبية الاحتياجات المختلفة للمزارعين. أما الحاج "محمد السيد ابراهيم" أحد المزارعين بقرية ميت بشار التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، أكد ل"بوابة الوفد" أنهم يعانون كثيرًا من تجاهل المهندسين العاملين بجمعية "منشية شفيق" التابع لها بقوله: نذهب للجمعية الزراعية املين في العاملين فيها مساعدتنا والحصول علي احتياجتنا من السماد، الا اننا نعاني من معاملة سيئة غير ادمية للفلاح المصري". وأشار إلي ان لديه فدانين مرزوعين فاكهة وانه كان يحصل في السابق علي حصة من " الكيماوي وياليوريا " بنسبة" 6شكائر " لكل فدان، وبعد الثورة وجد تعنتا من قبل المهندسين بالجمعية الزراعية في صرف حصته بحجة عدم وروردها اليهم. وأوضح انه يعاني وباقي المزارعين من حصص السماد المخصص لمساحة اراضيهم، حيث يحصلون علي اربع شكائر فقط للفدان خاصة المزروع زرة او غلة، في حين يحتاج الفدان الي 6 شكائر، فيقيمون بشرائه لتعويض النقص من السوق السوداء وبفرق سعر كبير عن سعر الجمعية التي تصرف لهم العبوة ب 80 جنيهًا في حين يشترونها من السوق السوداء باسعار تتراوح ما بين 120 : 150 جنيهًا، مما يؤثر علي رفع قيمة المنتج الزراعي علي المستهلك او المشتري. وأشار إلى أنهم يقومون بالاعتماد علي الابار او المواسير الارتوازية للحصول علي المياه اللازمة لري أراضيهم بديلا عن مياه الري التي اختفت منذ أكثر من أربعة شهور رغم أن مياه الابار الجوفية مهددة بالنقصان خلال السنوات المقبلة. وتصل تكلفة انشاء البير الواحد " 16.5 الف جنيه"، ويقوم المزارع البيسط غير القادر علي انشاء الابار بشراء المياه ممن قاموا بانشائها ب 50 جنيها في الساعة الواحدة".