نصت جميع الأديان السماوية على حفظ النفس البشرية والتكاتف لإنقاذها وعدم التهاون في الأرواح وهو ما جعل المطالبات بضرورة تبرع المتعافين من فيروس كورونا للمستشفيات المختلفة بالبلازما تتزايد الفترة الماضية من مؤسسات الدولة، لا سيما بعد إعلان وزارة الصحة نجاح عملية حقن الحالات الحرجة من المصابين بفيروس كورونا ببلازما المتعافين ولا بد وأن يبادر كل متعافي لإنقاذ حياة الآخرين، خاصة وأن الاستجابة كبيرة لدى الحالات الحرجة. ووفق هذه المطالبات الخاصة بالتبرع بالدم يمكن إستخلاص البلازما من هذه الكميات من الدم حيث أنها تحتوي على الأجسام المضادة للڤيروس، و يمكن التاكد قبيل عملية التبرع من وجود ( IgG & IgM ) في دم المتبرع the so called passive immunization ، علي أن يتم تعويض المتبرع بنفس كمية الدم التي فقدها تحت اشراف طبيب مختص و على ضمانته كما يمكن تعويضهم ماديا او بأي صورة ترضيهم، حيث يكون ذلك سبيل فى انقاذ الحالات الخطيرة، وهذه طريقة علاج معروفة و مضمونة و آمنة، حيث تحضير مختلف مكونات الدم لعلاج حالات أخرى كثيرة وخطيرة بمنتهى النجاح بعد فحص الدم و القيام بكل التحاليل اللازمة للتأكد من سلامته وقد اثبت الان علميًا جدوي هده الطريقة في علاج الحالات. واجب وطني واعتبرت دار الإفتاء المصرية أنَّ أخذ بلازما الدم مِن المتعافين من فيروس كورونا المستجد للمساعدة في علاج المرضى الحاملين له؛ هو أمرٌ جائزٌ شرعًا، ولا حرج فيه، ويُعَدُّ ذلك من المسئولية المجتمعية التي تقع على كاهل المتعافين من هذا الفيروس، ويثاب الشخص على ذلك. وتابعت دار الإفتاء:كما أنه -ومع الاحتياج الطبي للحالات الحرجة الحاملة لهذا الفيروس- يتَعيَّن القول بوجوب مشاركة المتعافين من «فيروس كورونا المستجد» ب«بلازما الدم» الخاصة بهم؛ للمشاركة في حَقْن المصابين بهذا الفيروس، وذلك مع مراعاة ما تُقرِّره الجهات الطبية من شروطٍ واحتياطات لأخذ البلازما من المتعافين من هذا الفيروس. وأوضحت الدار ، أن أخذ «البلازما» من المتعافين للمشاركة في حَقْن المصابين هو مِن باب إحياء النَّفْسِ الوارد في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]، وهو أيضًا مِن باب التضحية والإيثار اللَّذَينِ أَمَرَ اللهُ تعالى بِهِما وحَثَّ عليهما في قوله سبحانه: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9]. إنقاذ المرضى وفي هذا الاطار ناشد سمير رشاد أبو طالب، عضو مجلس النواب ، جميع المواطنين المتماثلين للشفاء بعد إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، بعد مرور 14 يومًا على شفائهم بسرعة التوجه إلى بنك الدم الرئيسي القومي، لتبرعهم بالدم "البلازما"، وذلك لإنقاذ حياة مرضى الكورونا في الحالات الحرجة. وحث "أبو طالب"، أصدقائه النواب والقيادات الشعبية والمجتمع المدني، على ضرورة متابعة المتماثلين بالشفاء، واصطحابهم لبنك الدم الرئيسي للتبرع ب "البلازما"، لإنقاذ حياة أخواتنا المصابيين بهذا الفيروس. وأكد ضرورة تكاتف الجميع مع القيادة السياسية الحكيمة من أجل العبور من هذه المحنة العصيبة الذي تستدعي الوقوف بجدية، وحسم حتى نعلن خروج هذا الفيروس اللعين من مصر وتعود الحياة بطبيعتها مثلما كانت. ولفت البرلماني، إلى أن بلازما دم المتعافي يمكن أن تكفي لحقن اثنين من المصابين أصحاب الحالات الحرجة، مشيرًا إلى أنه يتم إجراء التحاليل الخاصة بسلامة وأمان البلازما قبل حقنها، وتشمل ( فصيلة الدم، الأجسام المضادة للفصائل، تحاليل الفيروسات بطريقة الوميض الضوئي للكشف عن أمراض الكبد الوبائي C-B، نقص المناعة والزهري)، بالإضافة إلى تحليل الكشف عن الحمض النووي للفيروسات NAT، وهو أعلى تحليل للتأكد من سلامة وأمان الدم على مستوى العالم، كما يتم إجراء تحاليل خاصة بكفاءة البلازما وتحاليل خاصة بقياس نسبة الأجسام المضادة الخاصة بفيروس كورونا COVID-19، والتأكد من كفاءة تلك الأجسام المضادة لمواجهة الفيروس. شروط التبرع وكشفت الدكتورة جيهان العسال، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة عين شمس وعضو اللجنة العليا لبروتوكولات علاج فيروس كورونا عن أهم شروط التبرع بالبلازما للمتعافين من فيروس كورونا، موضحة أنه يجب أن يكون مر على الشفاء فترة من أسبوعين إلى 3 أسابيع، وأن تكون نتيجة التحليل سلبية من وجود الفيروس، كما يجب أن يكون المتبرع خالٍ من الأمراض التي تمنع التبرع سواء أمراض فيروسات سي وبي والايدز، كما يتم استبعاد السيدات الحوامل من التبرع. وأوضحت أنه تؤخذ العينة من دم المتبرع وتفصل البلازما ويحصل المريض بفيروس كورونا علي وحدتين من البلازما بينهم 12 ساعة، مؤكدة أنها حققت نتائج علاج جيدة.