لايزال الشأن الليبي يسيطر على اهتمام الصحف العربية، بينما أُفردت مساحة كبيرة لتجدد الاحتجاجات الشعبية في سوريا يوم أمس الجمعة وحرق مقر لحزب البعث بقرية "أم ولد" ودخول المسجد في "حمص" ببطاقة الهوية. وحدة ليبيا ونبدأ من ليبيا حيث كتب عدنان السيد تحت عنوان (وحدة ليبيا بعد مؤتمر لندن) في "الخليج": "لم يكن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بعيداً عن مؤتمر لندن، فتابع ممثلوه جلسات المؤتمر وبيانه الختامي من دون المشاركة الرسمية . وعبّروا عن آمالهم في المساعدة الدولية لإطاحة نظام القذافي، ومحاكمته لاحقاً على ما ارتكب من جرائم ضد الإنسانية وضد أبناء شعبه . ومهما تكن النتائج فإن الاعتراف الدولي بالمجلس الوطني الانتقالي آخذ بالظهور بدءاً من فرنسا." ومن المتوقع –من وجهة نظر الكاتب- "أن تتمكن لجنة الاتصال الدولية من توسيع عضويتها لتشكل سنداً للأمم المتحدة، واستطاعت حتى الآن دفع ألمانيا وتركيا إلى المشاركة في مجهوداتها بعد تردد واضح من هاتين الدولتين . وربما استطاعت لاحقاً فتح قنوات اتصال دبلوماسية مع روسيا والصين لهذه الغاية." وأضاف: "كان الأجدر بالمجتمع الدولي وقبل الوصول إلى هذا الخيار الراهن أن يساعد الشعب الليبي حتى يتخلص من الطاغية قبل فوات الأوان . ولم يفت الوقت بعد لتمكين الشعب الليبي من متابعة مسيرته للإطاحة بنظام الحكم الفردي . إنها مأساة ليبية وعربية أن يضطر شعب من الشعوب للاستنجاد بالأجنبي كي يحقق حريته، ويحافظ على كرامته الإنسانية والوطنية، ويسيطر على ثرواته وموارده . تبقى الكلمة الفاصلة عند الشعب الليبي." الاختيار بين القذافي وقصف الأطلسي وقال عادل مالك في الشأن نفسه ب"الحياة": "لا يمكن الدفاع عن «رئيس طرابلس الغرب» بأي شكل من الأشكال، وفي المقابل لا يمكن تأييد مسارعة قوّات حلف الأطلسي المتدخل للتخلّص من حكم القذافي عن طريق القصف الجويّ المتلاحق منذ نشوب «الأزمة» وحتى كتابة هذه السطور. ومضى قائلا: «إن التصوّر الذي استحوذ لفترة طويلة على عقول الكثير من القادة العرب يتمثل بوجود خيار بين سياسيين فقط أولهما الحكّام المستبدون وثانيهما المتطرّفون الإسلاميون. وتكمن الحقيقة في هذا الصدد في كون الكثير منّا، إن لم يكن معظمنا من شارك في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط إبّان العقود الأخيرة قد وقع ضحية هذا التصوّر وقد رصدنا الجمرات التي تراكمت في المنطقة والمزيج القابل للاشتعال من أنظمة متقلّبة وفساد ونفور ومعاملات مهينة، وقد حاولنا أن نلفت انتباه قيادات المنطقة الى هذه المخاوف لكننا لم نبذل أبداً جهوداً كافية، لذا نحن نعتبر أن من الجيّد أن نتسلّح ببعض التواضع مع مشارفتنا على دخول هذا العصر الجديد». أوباما يقود عمليات سرية ضد القذافي وفي الشأن الليبي أيضاً نقرأ في جريدة "الفجر" الجزائرية: "ليست "كذبة أبريل" إنها حقيقة... ال"سي أي أي" تغزو ليبيا وأوباما يقود عمليات سرية ضد القذافي.. "كشفت تقارير سرية نشرت تفاصيلها أمس صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية، أن جهاز الاستخبارات الأمريكي "السي أي أي"، ينفذ عمليات سرية في ليبيا تهدف إلى دعم صف الثوار المناوئين للعقيد معمر القذافي." "وإن كانت قد مرت أزيد من أربعين يوما دون أن نسمع خبر نهاية القذافي، إلا أن الكشف عن هذه التقارير الذي تزامن مع موجة الانشقاقات في صفوف نظام القذافي وأبرزها انشقاق موسى كوسا أبرز مساعدي القذافي، مؤشر على طبيعة الأصابع التي تحرك الأزمة في ليبيا ونوع الأوتار التي تلعب عليها الاستخبارات الأمريكية من أجل دفن العقيد القذافي الذي بات يحتضر، وإن كان بعض المراقبين يتوقعون المزيد من المفاجآت في سيناريو الإطاحة بالقذافي." في سوريا.. والصلاة ببطاقة الهوية! وعن سوريا نقرأ في صحيفة "الشرق الأوسط" ما كتبه طارق الحميد: "بينما كانت مذيعة إحدى الفضائيات تقول: "إن الأوضاع هادئة في سوريا، وإن السوريين أظهروا وعيا ولم يستجيبوا لدعوات الخروج للتظاهر والاحتجاج.. كان السوريون، في بعض المساجد، تؤخذ منهم بطاقاتهم الإثباتية عند دخول المسجد لصلاة الجمعة، لتعاد لهم بعد الصلاة عند خروجهم!" لكن الطريف –حسب قول الحميد - هو "أنه بعد حديث المذيعة عن الهدوء بدقيقة تقريبا كان هناك «فلاش» عاجل على الشاشة نفسها يقول إن مظاهرات خرجت في عدة مدن سورية، منها: دمشق وبنياس وحمص واللاذقية! المراد قوله هنا هو إن الحلول الحقيقية في سوريا، وغيرها من الدول العربية، هي التعامل بجدية مع هذا الزلزال السياسي الذي يضرب المنطقة، وذلك بخطوات إصلاح حقيقية، على مستوى إصلاحات تصل إلى المواطن مباشرة، وكذلك إصلاحات تطال البنية الأساسية بالبلد، والنظام نفسه، وذلك في أي مكان، وليس سوريا وحسب. الإعلام قد يضلل، لكنه لا يغير الحقائق؛ فالإعلام مثل المسكنات أحيانا، ومثل المشهيات أحيانا أخرى، لكن المظالم والجمود في مؤسسات الدولة، أيّ دولة، يعجلان بتصدعها وسقوطها، مهما كانت محاولات الترقيع." دولة العصابة وننتقل إلى افتتاحية الخليج فتنقلنا للشأن الفلسطيني, حيث تحدثت عن دولة العصابة, وقالت: حادثة اختطاف المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي من أوكرانيا يوم 19 فبراير/ شباط الماضي، على يد “الموساد” الصهيوني، توضح مرة أخرى أن الكيان الصهيوني عصابة لها دولة اسمها “إسرائيل”، خارجة على كل القوانين، ولا تكترث بسيادة الدول، وتمارس عمل المافيات والقراصنة. عملية الاختطاف هذه، كما تقول الخليج, لم تتعامل معها السلطات الأوكرانية باهتمام، ولم يصدر عنها أي رد فعل، وكأنها لم تجر داخل أراضيها، مما يؤكد وجود تواطؤ واضح من جانبها مع الموساد، لأنه لا يعقل أن تقبل دولة تحترم نفسها بأن تقوم “دولة أخرى” باختطاف مواطن من داخل أراضيها، من دون أن تستنكر أو تحتج أو أن تستوضح على أقل تقدير . وزادت الخليج بقولها إن هذه العصابة التي تحمل اسم “دولة إسرائيل” تمارس القرصنة و”البلطجة” في وضح النهار على اتساع الكرة الأرضية، وتمارس العدوان السافر وترتكب المجازر، وتصادر الأراضي وتحاصر الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر الدنيا كلها من دون أن يرفّ لها جفن."