عقدت لجنة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا مؤتمر لندن، بحضور ممثلي أربعين دولة ومنظمة دولية . ممثلو الدول كانوا على مستوى وزراء الخارجية، وبينهم ممثلو الكويت وقطر والإمارات وتونس وتركيا ولبنان والأردن والمغرب (من الدول العربية والإسلامية)، إضافة الى ممثلي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا . وتمثّل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بوفود متفاوتة المستوى الدبلوماسي . الهدف من المؤتمر دعم تنفيذ قرار مجلس الأمن، الرقم ،1973 لجهة منع قوات القذافي من استهداف المدنيين الليبيين، تمهيداً لتغيير سياسي يتيح للشعب الليبي بناء نظام سياسي جديد . لم يكن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بعيداً عن مؤتمر لندن، فتابع ممثلوه جلسات المؤتمر وبيانه الختامي من دون المشاركة الرسمية . وعبّروا عن آمالهم في المساعدة الدولية لإطاحة نظام القذافي، ومحاكمته لاحقاً على ما ارتكب من جرائم ضد الإنسانية وضد أبناء شعبه . ومهما تكن النتائج فإن الاعتراف الدولي بالمجلس الوطني الانتقالي آخذ بالظهور بدءاً من فرنسا . من المتوقع أن تتمكن لجنة الاتصال الدولية من توسيع عضويتها لتشكل سنداً للأمم المتحدة، واستطاعت حتى الآن دفع ألمانيا وتركيا إلى المشاركة في مجهوداتها بعد تردد واضح من هاتين الدولتين . وربما استطاعت لاحقاً فتح قنوات اتصال دبلوماسية مع روسيا والصين لهذه الغاية . أهم ما حققه مؤتمر لندن الاتفاق على إنشاء مجموعة الاتصال هذه، على أن تستضيف قطر الاجتماع الأول للمجموعة في أقرب وقت ممكن . وأهداف المجموعة كما اتضح في بيانها الختامي ثلاثة: - ضمان القيادة والتوجيه السياسي الإجمالي للجهود الدولية بالتنسيق مع الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية المعنيّة . - تنسيق الردود الدولية على أزمة ليبيا، بحيث تأتي في إطار موحد . - توفير مساحة مشتركة من ضمن المجتمع الدولي للاتصال بالأطراف الليبيين . تتكامل هذه الأهداف مع القرار الدولي ،1973 لجهة دعم سياسي دولي للأمم المتحدة لتنفيذ مضمون القرار، وتهيئة الظروف الدولية لتغيير نظام الحكم في ليبيا بعد قيام المجلس الوطني الانتقالي . قد يُقال هذا تدخل دولي في الشؤون الداخلية لليبيا، فضلاً عن الأعمال الحربية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضد قوات القذافي، وربما هناك من يسأل عن السيادة الوطنية؟ كان الأجدر بالمجتمع الدولي وقبل الوصول إلى هذا الخيار الراهن أن يساعد الشعب الليبي حتى يتخلص من الطاغية قبل فوات الأوان . ولم يفت الوقت بعد لتمكين الشعب الليبي من متابعة مسيرته للإطاحة بنظام الحكم الفردي . إنها مأساة ليبية وعربية أن يضطر شعب من الشعوب للاستنجاد بالأجنبي كي يحقق حريته، ويحافظ على كرامته الإنسانية والوطنية، ويسيطر على ثرواته وموارده . تبقى الكلمة الفاصلة عند الشعب الليبي . عدنان السيد وزير لبناني نقلا عن دار الخليج