اعتمد على الكراكتر الخارجى للشخصية فى خدمة فكرة الكوميديا، وابتعد عن الاسكتشات فى إضحاك الجمهور، فهو يدرك جيدًا أن كوميديا الإفيهات لا تعش طويلًا. إنه الفنان على ربيع الذى استطاع فى غضون سنوات قليلة أن يصنع لنفسه كراكتر مميزًا خاصًا به. عبر الأدوار التى جسدها، أثبت «ربيع» أنه قادر على الولوج إلى دواخل الشخصية التى يلعبها، ليعبر عنها بشكل تلقائى وعفوى. فهو ينتمى لمدرسة المخرج خالد جلال، رئيس مركز الإبداع الفنى، والتى تعتمد على الارتجال. أبدى ربيع سعادته بردود الأفعال التى جاءته عن دوره فى مسلسل «عُمر ودياب» الذى يلتقى فيه برفيق دربه مصطفى خاطر للمرة الأولى فى عمل تليفزيونى، بعد أن تشاركا فى «تياترو مصر». على ربيع فى «عُمر ودياب» يعود للبطولة الثنائية بعد قيامه ببطولة أعمال بشكل منفرد.. لماذا؟ لا اعتبر نفسى أننى تخليت عن البطولة المطلقة فى «عُمر ودياب»، هى بطولة ثنائية أو ديو فنى يجمعنى بمصطفى خاطر بعد نجاحنا سويًا فى «تياترو مصر»، حيثُ أحبنا الجمهور، وقدمنا مع بعض إفيهات مضحكة على المسرح، بالإضافة إلى أننى يهمنى النجاح فى النهاية، وهذا ما لمسته عندما أطلعت على الورق، تيقنت حينها أننا سنقدم عملًا مختلفًا ومميزًا. فالسيناريو الجيد هو معيار اختيار العمل وليست البطولة الجماعية أو المطلقة. حدثنا عن شخصية «عُمر» وكيف تم التحضير لها؟ عادة أكون شكلًا كاريكاتورياً للشخصية التى أجسدها، والتعمق فى أبعادتها وتفاصيلها، للوصول إلى مرحلة التعايش معها، التى تساعدنى على تجسيد الشخصية بشكل عفوى وتلقائى بعيدًا عن التصنع أو الفزلكة. المسلسل طوال فترة التحضير كان يحمل اسم «وصل أمانة» لماذا تم تغييره إلى «عُمر ودياب»؟ مصطفى خاطر هو صاحب فكرة تغيير اسم المسلسل من «وصل أمانة» إلى «عُمر ودياب» تيمنًا باسم الهضبة «عمرو دياب»، فقد وجد أن الاسم ممكن أن يجذب الناس إليه. يختلف التمثيل بين المسرح والدراما.. فالأول يعتمد على الارتجال والآخر يلزمك بالنص.. كيف تغلبت على ذلك؟ اعتدت على الارتجال فى المسرح، خاصة أننى أنتمى لمدرسة المخرج خالد جلال الذى علمنا كيفية التعايش مع كل شخصية نقدمها والتعبير عنها بشكل تلقائى، فهو منهجى فى كل عمل، أما الدراما فتقيد الفنان إلى حد ما لأنها تلزمه بالنص، لذا اعتمدت على كوميديا الموقف فى الدراما لأنها تدوم وتعيش أكثر، والبعد عن الاسكتشات وكوميديا الأفيه، وجمعتنا جلسات نقاشية مع المخرج والمؤلفين حول المشاهد من إمكانية إضافة أى تعديل عليها من عدمه. ليست هى المرة الأولى التى يعلن فيها اللاعب المصرى محمد صلاح، لاعب ليفربول إعجابه بأعمالك؟ يقاطعنى قبل استكمال السؤال قائلًا: مو صلاح حبيبى تجمعنى به علاقة صداقة قوية، وسعيد أنه واحد من جمهورى وحريص على متابعة أعمالى وأنا كذلك أحرص على متابعة مبارياته، لاشك أن إعلانه عن أى عمل فنى يرفع من نسب مشاهدته– خاصة أن صلاح يحظى بشعبية عالمية، ويثقون فى اختياراته، فالكل سوف يبحث عن اسم العمل لمشاهدته. هناك حضور كبير واكتساح لنجوم «مسرح مصر» فى الموسم الرمضانى لهذا العام.. كيف ترى ذلك؟ هذا يؤكد نجاح تجربتنا المسرحية بقيادة الفنان الكبير أشرف عبدالباقى، وشىء مشرف، سعيد بخطواتهم الفنية وأتمنى لهم النجاح والتوفيق فهم يستحقون لأنهم موهوبون. وكيف ترى المنافسة خاصة أنكم تلعبون فى منطقة الكوميديا؟ المنافسة أمر مشروع، فهى الحافز على الاجتهاد والتفوق لتحقيق الذات، ولكن فى بعض الأحيان تتجاوز هذه الوسيلة الخطوط الحمراء، وتتحول إلى حسد وتناحر، ومكائد، والتنافس بيننا هنا شريف لا يحمل أى ضغينة أو نفسنة، ولكنه موجود لأنه لو لم يكن موجودًا، لما سعى الجميع إلى بذل مجهود أكبر ليظهر متميزاً أمام المشاهدين. ما تقييمك ل«عُمر ودياب» وسط الكم الكبير من الأعمال الكوميدية المعروضة؟ الأمر متروك للجمهور، وبفضل الله العمل حقق أصداء إيجابية وجاءتنا عنه ردود أفعال طيبة حتى الآن. صادف أثناء تصوير المسلسل وفاة والدك.. كيف قاومت الحزن وحافظت على خفة ظلك أمام الكاميرا؟ لا أعمل بمفردى هناك فريق وكتيبة كبيرة لهم الفضل فى الخروج بهذا العمل بالشكل المشرف، لذلك قاومت واستكملت التصوير بشكل طبيعى، «عشان محدش يتأذى بسببى» أو من ورائى، وربنا كان يمنحنى القوة أمام الكاميرا. كيف كان شكل التصوير فى عهد «كورونا»؟ صعب جدًا، نحن كنا نصور تحت ضغط نفسى كبير، ليس خوفًا من المرض «فلا يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا» ولكن خوفنا على من حولنا وعلى أسرنا، اتخذنا التدابير اللازمة التى أوصت بها منظمة الصحة العالمية لمنع تفشى «كوفيد 19». ونحن فى عصر «كورونا» مع ارتفاع حالات المصابين والوفاة.. هل ترى أن الجمهور متقبل لفكرة الأعمال الكوميدية فى هذه الظروف؟ الشعب المصرى اعتاد أن يواجه الأزمات بابتسامة عريضة، والدليل على ذلك الكوميكسات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعى التى تسخر من «كورونا» ومن الوضع الحالى بشكل كوميدى ساخر، عندما أشاهد هذه الكوكيس والتعليقات أشعر أن مصر بأمان. كيف ترى تأثير «كورونا» على الفن؟ الفن تأذى كثيرًا من وراء «كورونا»، حالة الإغلاق التام التى نشهدها حاليًا سواء لدور العرض السينمائية وتعطيل تصوير بعض الأعمال الفنية، وتعليق المهرجانات السينمائية أضر بالصناعة المصرية وأنعكس عليها بالسلب.