أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن أزمة فيروس كورونا المستجد عاتية وجائحة قاسية أناخت بساحته لأول مرة في تاريخِنا الحديثِ، لافتا إلى أن دعوة الصلاة من أجل الإنسانية" التي شارك في دعوتها مع بابا الفاتيكان هي دعوة صادقة مخلصة للتوجه لمن بيده ملكوت كل شيء، والتضرع إليه، بالصلاةِ والدعاءِ والإنابة إليه واللجوء إلى حوله وقوته، من أجل أن يعجل كشفَ هذه الغمة عن عباده، وأن يعافيهم من عواقبِها وتداعياتها، وأن يشفي المرضى ويرحم الموتى بفضله ومنه ورحمته. ودعا "الطيب"، خلال كلمته في دعوة الصلاة من أجل الإنسانية، بثتها فضائية "سكاي نيوز عربي" اليوم الخميس، العالم بأكمله للتوجه إلى العلي القدير، والتقرب إليه بالعبادة والدعاء، قائلا :" إننا في الوقت نفسه نستحث في البشرية جمعاء هذه الواشجة الجامعة واللّحمة المشتركة بين أبنائها، ألا وهي لُحمة الأخوة الإنسانية، من أجل استعادة اكتشاف قيم العدل والسلام والتعايش والمساواة بين البشر جميعًا، وكل ذلك في احترام بالغ لخصوصيات العقائد والأديان والشعائر، ومع الإيمان التام بأهمية العلم وتقدير جهود الباحثين والعلماء، والثناء العاطر على كفاحهم في مواصلة البحث عن علاج ناجع لإنقاذ البشرية من هذا الوباء". وطالب الإمام الأكبر أن نجعل يوم 14 مايو في كل عام ذكرى محفورة في تاريخ البشرية نستعيدها كل عام، لننطلق منها نحو عالم تسوده المودة وتعلو فيه ثقافة الاختلاف والتنوع، وتختفي فيه نزعات العنصرية والتعصّب وكراهية الآخر، وتصنيف الناس في طبقات متفاوتة على أساسٍ من اللَّون والعقائد والأجناس والفقر والغنى. وقال إنه ليكن هذا اليوم خطوة أولى في الاتجاه الصحيح على طريق جديد مملوء بالحبّ والاحتِرام، وتعاون الإنسان مع أخيه الإنسان في مشهد تتحول فيه المحنة إلى منحة -بإذن الله-ويحل التكافل والتعاون محل القطيعة والعدوان، ليكن تاريخا شاهدا على عزمنا وتصميمنا على وقف الحروب وسفك الدماء، ليكن تاريخا نحتفل فيه بزوال آلام اللاجئين والمهجرين وضحايا النزاعات، والمظلومين والمغتصبة بلادهم وأراضيهم وأوطانهم ومقدراتهم، ليكن الرابع عشر من مايو تاريخا لعالم جديد تعلو فيه صناعة السلام على صناعة السلاح، ويُبرهِنُ على قُدرتنا على خلق بيئةٍ مُشتركةٍ نعيشُ فيها جميعًا إخوةً مُتحابِّين. ووجه الطيب الشكر إلى كل طبيب وطبيبة وعالم وعالمة وباحث وباحثة يدافع عن وباء كورونا، كما وجه الشكر لكل شخص يقوم بعمل بمبادرة جيدة.