واقع صعب تعيشه كل مؤسسات الدولة بسبب الأزمة المالية التي ألقت بظلالها علي كل شيء بعد أحداث ثورة 25 يناير، وتظهر بشكل واضح وكامل تداعيات هذه الأزمة علي العملية الإنتاجية في السينما والتليفزيون حيث اختفت كيانات إنتاجية كبيرة وفضلت شركات أخري التوقف ومتابعة الموقف من بعيد خوفا من شبح الخسارة، وهناك كيانات إنتاجية استغلت الظرف السياسي وحسمت الأمر لصالحها وراحت تقدم نوعيات رخيصة ومبتذلة تحت دعوي «الجمهور عاوز كده» وقاد هذا التيار السبكي الذي يعد محورا رئيسيا وأساسيا في هبوط مستوي صناعة السينما ومن أشهر الأعمال التي قدمها.. شارع الهرم وفيلم «عبده موتة» الذي أثار جدلا وسعا بعد مطالبة الشيعة بمنع عرضه لأنه يسيء لأهل البيت. وبينما يواصل السبكي تشويه السينما بتوليفته الشعبية الرديئة تتخلي الدولة بكل امكانياتها عن الصناعة وتتركها عرضة للتراجع وربما هذا ما دفع الفنان الكبير محمود ياسين للتصريح بأن السينما في خطر وأنها تراجعت بعد تطبيق سياسة الاقتصاد الحر وطالب محمود ياسين كثيرا بضرورة أن تعود السينما الي حضن الدولة لكن دعوتها لم تلق أي إجابة. وإذا كانت الدولة قد رفعت يدها عن السينما فهي الآن تكرر نفس المأساة مع الدراما التليفزيونية التي باتت مهددة أيضا بموجات الزحف التركي الذي احتل كل الفضائيات العربية.. فالتليفزيون المصري في مأزق حقيقي حيث يعجز عن عرض المسلسلات التي قام بشرائها في رمضان للمرة الثانية لأنه قام بشرائها بنظام المناصفة في الإعلانات وللأسف لم تحقق الإعلانات العائد المنتظر وأصبح التليفزيون مطالبا بشراء هذه المسلسلات إذا أراد عرضها للمرة الثانية وفق أسعار السوق وهو أمر صعب لأن التليفزيون يعاني من أزمة مالية طاحنة، تضم القائمة مسلسل «خطوط حمراء» بطولة أحمد السقا ويسرا اللوزي ومسلسل «محفوظ الأنصاري» بطولة محمد سعد، وقد اشتري التليفزيون مسلسل «فرقة ناجي عطاالله» بمبلغ قدره 70 مليون جنيه أملا في الفوز بمساحة إعلانات كبيرة لكن خاب ظن المسئولين ولم يجن ماسبيرو إعلانات تعادل نصف ثمن شراء المسلسل. ومؤخرا توقف قطاع الإنتاج بمدينة الإنتاج الإعلامي عن تنفيذ عدد من الأعمال الفنية بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية الأمر الذي دفع حسن حامد الي مخاطبة كبار النجوم بضرورة تخفيض أجورهم بشكل حقيقي لأن ضعف التسويق يهدد بانهيار الصناعة وفي شركة صوت القاهرة نشبت أزمة كبيرة بين سعد عباس رئيس الشركة وبين المخرج محمد فاضل بسبب عدم حصول فريق عمل مسلسل «ويأتي النهار» علي مستحقاتهم حتي الآن وتبادل الطرفان الاتهامات اتهم سعد فاضل بأنه يسعي لفرض زوجته في كل الأعمال الذي يتولي إخراجها ورد عليه فاضل بأنه كلام أهبل ويفتقد لأدب اللياقة.. وهدد عدد من النجوم المشاركين في المسلسل باللجوء للقضاء ورفض فريق منهم العودة للتصوير ومنهم عزت العلايلي والفنان الشاب مدحت تيخة ونيرمين الفقي. الغريب أن الأزمة المالية بكل آثارها وتداعياتها تتفاقم يوما بعد الآخر ولا أحد يتدخل لحلها ودراستها ولم يكلف وزير الإعلام أي لجنة لدراسة كيفية تفادي آثار الأزمة التي باتت واضحة جدا خاصة بعد عجز القنوات الفضائية الخاصة عن سداد ديونها لمنتجي الأعمال الدرامية بسبب ارتفاع سعر الشراء والعجز في التسويق.