مع الارتفاع المتواصل لأرقام الإصابات بفيروس كورونا المستجد، أوضح الدكتور عادل فاروق البيجاوي الأستاذ بطب القاهرة أن انتشار الفيروس مستمر بالفعل وبدأ الجهاز المناعي البشري فى العالم كله فى تكوين الأجسام المضادة، والتي من المفترض أن تحمي المتعافين من الإصابة مرة أخرى أو تقلل من شدة نوبات الإصابة في الموجة القادمة من الوباء، والتى لا نعلم متى ستضرب العالم لكننا نعرف أنها قادمة، وترجع معرفتنا إلى ما تعرضنا له من خبرات سابقة مع فيروسات الانفلونزا الموسمية. وأشار فاروق البيجاوي أن أهمية العزل الصحي تكمن في الحد من انتشار الفيروس وليس منعه، علاوة على تحجيم عدد الإصابات الجديدة (تسطيح المنحنى) من خلال العمل على تأخير الوصول لمرحلة إصابة 50% من البشر لديهم مناعة من إصابة سابقة بسيطة (نفس فكره اللقاح) بما يحجم ذاتيًا من انتشار الفيروس فى المجتمع، وبما يتوافق مع الإمكانات الطبية المتاحة فى الدولة مما يمنع انهيار المنظومة الطبية في الدوله المعنية. وأضاف البيجاوي أن العالم كله أدرك فى الأسابيع الأخيرة أن الفيروس لن ينتهى قبل سنتين على الأقل، وتواترت الأقوال فى الآونة الأخيرة أنه لن يتم القضاء على الفيروس إلا عندما تصل نسبة الإصابة ثم المناعة في العالم كله من 50٪ إلى 60٪ من عدد السكان فى العالم، وهو ما يضمن تكوين مناعة مجتمعية ضد الفيروس (مناعة القطيع)، ولكن لخلق هذه المناعة المجتمعية لابد أن يحدث الانتشار المجتمعي للبشر، وهو ما بدأت كل دول العالم في تنفيذه، لكن بتطبيق صارم لقواعد وقائية. وأشار البيجاوي إلى أن سياسة مصر لمكافحة المرض والتي تعتمد على المزج بين التعايش مع الحظر الجزئى هى أنجح سياسة تضمن انتشار المناعة المجتمعية وعدم هدم الاقتصاد بشروط أهمها ان يكون عدد الحالات قليل وغير مؤثر وبدون قفزات حاده فى عدد الحالات، وهو المتحقق فى المنحنى المصري ولله الحمد، وثانيًا التزام المواطنين بالقواعد للحد من انتشار المرض ومازال ذلك يحتاج إلى مراجعة وتأكيد وشرح للمواطنين وحزم وإلزام بالقواعد التي تتمثل في التباعد مسافة من متر إلى مترين، تفادى لمس أيدى الآخرين أو الأسطح، الغسيل المتكرر لليد، لبس الكمامات فى الأماكن المزدحمة سيئة التهوية مع مراعاة تفادى التواجد في هذه الأماكن إلا فى الضرورة و التزام المنزل للأفراد عالية الخطورة مثل الطاعنين فى السن وأصحاب الامراض المزمنة. لخص البيجاوي أن تنفيذ سياسة )مناعة القطيع( بالضوابط المذكورة هي الحل الأمثل المتاح الآن فى ظل عدم وجود لقاح مع زيادة الوعي المجتمعي بالإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كرونا الوبائي خاصه أن السماح بتكوين هذه المناعة يعنى تكوين أجسام مضادة للفيروس تستمر لفترة طويلة بحيث تسمح بالوقاية حتى في حالة تحور الفيروس جينيًا فإنها تضمن أن تقل شدة الإصابات.