تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، اليوم الاثنين 4 مايو، بذكرى نياحة القديس البابا يوأنس السابع البطريرك الثامن والسبعين من بطاركة الكرازة المرقسية، واحدًا من أبرز الاعمدة التي ساهمت في بناء تراث قبطي عريق يحمل الكثير من الاحداث والمواقف التاريخية الثرية التي تعيد في وجدان أبنائها الانتماء الى هذه العقيدة والى الكنيسة القبطية الثرية بكنوز بشرية حافظ على سيرتهم في الكتب المسيحية والسنكسار القبطي ليعيد تذكارهم سنويًا. موضوعات ذات صله: كنائس خاوية من المصلين ملئية بالصلوات..عيد القيامة في زمن كورونا وخلال هذا التقرير ترصد "بوابة الوفد" ابرز المعلومات التاريخية لبطريرك الكرازة المرقسية ال78 مثلث الرحمات البابا يوأنس. ورد عن سيرة هذا البطريرك انه من مواليد محافظة القاهرة ، وعرفت بإيمانه القوي وحرصه على ممارسة العبادات والصلوات والصوم، وكام مقصد لأبناء هذا العصر لتلقي تعاليمه و فهم مبادئ الإيمان الارثوذكسي. اقام البابا يوأنس بطريركاً على كرسي الكرازة المرقسية ، خلفًا ل" أثناسيوس الثالث" لما يقرب من 30 عامًا في الفترة من 2 يناير عام 1271 م حتى 21 ابريل من عام 1293ميلادية وانتقل الى الامجاد السماوية وخلى الكرسي بعده حوالى 35 يوم. شهدت فترة تولى هذا البطريرك العديد من الصراعات والاحداث وانقسم الأراخنة والأساقفة على اختيار مرشح للبطريركية بعد نياحة أنبا أثناسيوس الثالث، وعلى الرغم من احتكام القرعة الهيكلية (احدى طقوس الكنيسة القبطية لانتخاب البابا الجديد) التي أفرزت غبريال، إلا أن أتباع الفريق الآخر تشايعوا متشددين لمرشحهم يوأنس الملقب "السكري" ولأن أنصار يوأنس كانوا أقوى نفوذًا فقد رسموا مرشحهم بطريركًا باسمه متبوعًا بلقب "السابع" . إقرا ايضًا: الآلام وتعذيب وصلب.. أبرز ما واجهه السيد المسيح في يوم الجمعة العظيمة تولى البابا يوأنس حكم الكنيسة المصرية في سلام نحو 6 أعوام و9أشهر، حتى بدأت منافسة ومعاكسة وخصام حزب ومؤيدي "غبريال" واجتمع الأساقفة واتفقواعلى عزل البطريرك يوأنس، وأمروا بسجنه في إحدى الأديرة ثم اعتلى غبريال كرسي البطريركية ولُقب ب"غبريال الثالث". استغل البابا يوأنس هذه الفترة في ممارسة العبادات والصوم والصلاه وترجمة الكتب والتثقيف في امور الدين، وعلى الرغم من رواية الكتب التراثية المسيحية التي تناولت تاريخ تولي أساقفة كرسى روما أنه جلس أسقفان على الكرسى في وقت واحد 28 مرة، وثلاثة أساقفة 6 مرات، وأربعة أساقفة 4 مرات، لم يذكر التاريخ القبطي أن يتولى بطريركان رعاية كرسى الإسكندرية في وقتٍ واحدٍ. وحين توفى البابا غبريال وانتقل الى الامجاد السماوية ، عاد البابا يوانس ليرعى ويزهر الكنيسة القبطية فقد شهدت فترة توليه تشييد الكنائس في أثيوبيا وترجمة الكتب ونشر العلم والإيمان ورسم مطرانًا لرعاية الكنيسة الاثيوبيه الامر الذي أثار غضب البطريرك الانطاكي الذي ولى قبله مطران هناك الا ان الشعب الاثيوبي أقام ثورة عارمة اعادت الامر إلى البابا يوانس. إقرا ايضًا: في ذكرى استشهاده .. معلومات عن القديس سوسنيوس وأتباعه وشهدت مرحلة تولى البابا يوأنس، العديد من العصور التاريخية حيث ترأس الكنيسة القبطية في عصر المملوكي ومرحلة الانتقال من الحكم الايوبي الذي شهدت انتعاش الكنائس والسياسة وترميم الكنائس ظهور الايقونات الايمانية المتأثرة بالنهضة الاوروبية، وهو الامر الذي تراجع بصورة واضحه في العصر المملوكي الذي حطك المقدسات والمعابد الا ان الفن القبطي والطب والنسيج ظل في كنف الكنيسة والاقباط. وفي عام 1293ميلادية ودعت الكنيسة القبطية الارثوذكسية هذا العلامة ورحل الى السماء تاركًا خلفه تراثًا عظيمًا فقد كان رجلًا جليلًا ذو قدر وواسع العلم والمعرفة تألفت القلوب على حبه وانفطرت لرحيله