يصادف اليوم الاحد، ذكرى رحيل القديس البابا توأنس الرابع عشر البطريرك السادس والتسعين، من بطاركة الكرازة المرقسية، أحد أبرز الأسماء الكنيسة القبطية والتي ساهمت في إعادة الكنيسة الأرثوذكسية بعد سنوات من الضيق والأزمات. وُلد البابا يوأنس 17 أبريل 1571م عرف بإسم يوأنس المنفلوطي نسبةً لمسقط رأسه مدينة منفلوط، ومنذ نعومة أظافرة وهو يحمل الإيمان الديري في قلبه ماجعله يلتحق بدير البراموسي بوادي النطرون ليترهبن و يمارس الطقوس الروحية التي دعى إليها القديس أنطونيوس بعد المشكلات التي واجهة الكنيسة القبطية في أواخر أيام البابا غبريال السابع انتقل مقر البابا وسادت معالم القلق و عدم الإستقرار التي ألمت بأقباط مصر جينها. وعندما ظل الكرسي البابوي شاغرًا ما يزيد على ثلاثين شهرًا، بعدها اختاروا الراهب "يوحنا المنفلوطي" من دير العذراء "البرموس" ليصبح البابا يوأنس الرابع عشر، السادس والتسعين من باباوات الأسكندرية، وكانت رسامته في 17 إبريل سنة 1571 م. وعاصر مسيحيون عصره أعوام من الظلام، و كانت آنذاك تدفع الكنيسة الجزية مما أضعف مصادر الكنيسة حينها، ثم توجهه بعد ذلك إلى الأسكندرية. وذكرت الكتب التراثية القبطية أنه استمر البابا يوأنس يتنقل إلى سائر كنائس بلاد مصر والشعب القبطي لرعايتهم وجمع الجزية المفروضة على الكنيسة، ثم قام بزيارتين مماثلتين بعد ذلك عندما اشتد الضيق على الكنيسة، بعد إصدر السلطان العثماني لولاته في مصر فرمانًا عاليًا بالتشدد في أن يلبس القبط جميعًا الملابس السوداء وأيضًا العمامة السوداء. طالبت الكنيسة الغربية بروما بعدما علمت بإضطهاد العثمانين للأقباط بتوحيد الطوائف ووضعهم تحت ظلال الكنيسة الكاثوليكية الا أنه بعدما إجتمع أساقفة و رموز الكنائس مع كهنة الكاثوليك بروما لم يتم الأمر و إستمرت الكنيسة القبطية منفصله تحت رعاية بابا الأسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية. واستمر يرعى البابا كنيسته ويخدم الكرسي البطريركي مايقرب من 15 عام و4 أشهر و19 يومًا، حتى أنهكه التعب وتنيَّح بها ودفن في بيعة مار جرجس ببرما ونقل جسده بعد ذلك إلى دير السريان، وتقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تذكار سنوي لإحياء أبرز الرموز البابوية التي عانت من أجل حماية الكنيسة القبطية.