كانت أياماً صعبة وصل حصاد الأرواح فيها إلى 25 ألفاً.. بينهم أرواح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفى بسببه أبوعبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبى سفيان، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل. .. إنه «طاعون عمواس» الذى سمى على اسم بلدة صغيرة فى ضواحى القدس، وهو يعد امتدادا لطاعون «جستنيان» وهو وباء وقع فى بلاد الشام فى أيام خلافة عمر بن الخطاب سنة 18 هجرية بعد فتح بيت المقدس. وقع فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى تعامل مع هذا البلاء فى منتهى الحذر حيث لم يدخل هو ومن معه إلى الشام، كما حاول إخراج المعافين من أرض الوباء، فى حين رفض الصحابى الجليل أبوعبيدة بن الجراح الخروج من الشام، وقد كان واليًا عليها، عملاً بما جاء فى حديث الرسول بعدم الخروج من أرض الطاعون. وقام عمرو بن العاص بإجراءات شبيهة بالحجر الصحى، حيث أخذ بن العاص بنصيحة عمر بن الخطاب بالخروج بالناس إلى الجبال؛ لأن الطاعون لا ينتشر هناك؛ فخطب فيهم قائلاً: «أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصنوا منه فى الجبال»، واستطاعوا القضاء على الوباء. وهنا نتعلم الدرس أن طاعة ولى الأمر فى تلك الأمور واجبة بل هى كانت سبيل النجاة حيث يمتلك من المعلومات وتقدير الأمور من خلال تلك المعلومات ما لا يملكه العامة وإن كنت لست من أنصار الطاعة العمياء إلا أن تلك الطاعة وتنفيذها طاعة مبصرة وتمتنع فيها الظنون. عندما تحصنوا بالجبال كما جاء أمر ولى الأمر وهو أمر عن علم كانت النجاة.. ونحن فى شهر الصوم وهو شهر الطاعات علينا أن نتحصن بالطاعات والتقرب إلى الله بالدعاء ونخرج من تلك الجائحة.. ومن بين تلك الطاعات طاعة ولى الأمر فى الالتزام بالبيوت وتأجيل الجماعات وإن كانت فى الصلوات الجامعة وتهجد الجماعات، حتى تمر الكورونا دون عودة وإن شاء الله تعالى تختفى الإصابات.