37عاماً قضاها محمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطر، الشهير بخيرت الشاطر، بجماعة الإخوان المسلمين، حيث انضم للجماعة عام 1974 وعمره لم يتجاوز 24 عاماً، بعد أن تخرج في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وأصبح عضواً عاملاً في عصر المرشد الثالث عمر التلمساني، وقت أن حصلت الجماعة علي حرية التحرك في الشارع أيام السادات، والتي انتهت بحملة اعتقالات سبتمبر الشهيرة في 25 سبتمبر عام 1981، حين طالت عدداً من عناصر الجماعة والتلمساني نفسه. خيرت الشاطر الملقب بالصقر الكامن داخل الجماعة والرجل الحديدي بها تدرج في العديد من المناصب حتي أصبح الرجل الأقوي في الجماعة ووزير داخلية الإخوان في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وفي عصر المرشد الخامس للجماعة مصطفي مشهور بعد أن أصبح عضواً بمكتب الإرشاد عام 1995. بدأ طموحه السياسي داخل الجماعة يزداد عقب تولي مصطفي مشهور منصب المرشد العام، حيث تمكن الشاطر أن يصبح وزير مالية الجماعة، من حيث متابعة الإنفاق عليها، وتولي الحملات الدعائية لمرشحي الجماعة في الانتخابات البرلمانية منذ عام 1995 وحتي الانتخابات البرلمانية الماضية، ثم تدرج في المناصب حتي أصبح نائب المرشد السابع للجماعة محمد مهدي عاكف، فنائباً أول للمرشد الحالي الدكتور محمد بديع، وأصبح الرئيس الفعلي للجماعة، خاصة عقب الإفراج عنه مؤخراً وإسناد بديع له مسئولية تطوير الجماعة وإعادة هيكلتها ليتفادي بديع بهذا القرار ثورة شباب الإخوان العارمة التي طالبت بإسقاط بديع نفسه، وإعادة انتخاب مرشد جديد عقب ثورة 25 يناير. ولد خيرت الشاطر في 4 مايو عام 1950 بمحافظة الدقهلية، ورغم أن عمره 61 عاماً إلا أنه قضي 12 عاماً منها في سجون مبارك خلال فترة حكمه، حيث تم الحكم عليه عام 1992 لمدة عام في قضية سلسبيل ثم تمت محاكمته مرة أخري عام 1995 في القضية نفسها، وعاقبته المحكمة بالسجن مرة أخري وتم حبسه 5 سنوات، ثم تم الحكم عليه عام 2001 لمدة عام، وتم القبض عليه بعد ذلك في 14 ديسمبر عام 2006 مع 40 قيادياً إخوانياً فيما عرفت بقضية ميليشيات الأزهر، وتم الحكم عليه ب7 سنوات أمام محاكم عسكرية استثنائية، وتمت مصادرة جميع ممتلكاته وأمواله وأسرته. والغريب أن الشاطر لم يكن هدفاً لمبارك وحده، بل تعرض للسجن أيضاً من قبل الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، حيث تم سجنه لمدة أربعة أشهر عام 1968 لاشتراكه في مظاهرات الطلاب في نوفمبر من العام نفسه، وتم فصله من الجامعة وجند في القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف قبل الموعد المحدد لخدمته العسكرية المقررة. كما أن الشاطر تعرض لطلب القبض عليه في مصر الرئيس الراحل أنور السادات، إلا أنه كان خارج مصر وقتها وذلك في حملة سبتمبر الشهيرة. بدأ الشاطر نشاطه السياسي في نهاية تعليم الثانوية عام 1966 واشترك في العمل الإسلامي منذ عام 1967 وشارك في تأسيس حزب العمل الإسلامي في جامعة الإسكندرية منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، ليلتحق بجماعة الإخوان عام 1974 وبقي بها لمدة 37 عاماً. استطاع الشاطر أن يخاطب الغرب بلغته ومفهومه ولذلك أسس موقع أنواء ويب وهو الموقع الرسمي لجماعة الإخوان الناطق باللغة الإنجليزية، وأمر الشاطر القائمين علي الموقع بإجراء حوارات مع المراكز البحثية الغربية أحدثت صدي واسعاً، وتشير عدة مقالات في جريدة »الجارديان« البريطانية بعنوان »لا تخافوا منا« والتي نشرها أصدقاؤه البريطانيون وأكد في مقالاته رغبة الإخوان في التواصل مع الغرب، وذلك عقب فوزهم ب88 مقعداً في الانتخابات البرلمانية عام 2005. الشاطر الذي يتمتع بعلاقات واسعة مع قيادات التنظيم الدولي للجماعة في 72 دولة بداية من إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، ويوسف ندا، وغيرهم استطاع أيضاً أن يقيم علاقات تجارية كبيرة في مختلف دول العالم الآسيوية والعربية والأوروبية وخاصة تركيا مع شريكه رجل الأعمال الإخواني حسن مالك الذي تمت محاكمته مع الشاطر في قضية ميليشيات الأزهر عام 2006. طموح الشاطر داخل جماعة الإخوان وسيطرته علي مقاليد الأمور داخل الجماعة واحترام قادة الجماعة ورموزها وشبابها له جعل البعض يطالب الشاطر بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ممثلاً لجماعة الإخوان، إلا أن الشاطر أعلن أنه سيلتزم بقرار الجماعة بعدم خوض الانتخابات الرئاسية الدورة المقبلة، إلا أن الشاطر ينوي خوض الانتخابات الرئاسية عام 2015 ممثلاً عن الجماعة، بل وبدأ حملته الرئاسية عقب الإفراج عنه مؤخراً من السجن وذلك من خلال فتح حوارات مع جميع التيارات الإسلامية وخاصة السلفية والجماعة الإسلامية، بل إنه استطاع حشد 700 ألف شاب إخواني للتصويت علي الموافقة علي التعديلات الدستورية الأخيرة بالتنسيق مع التيار السلفي. ويؤكد البعض أن الشاطر يحكم جماعة الإخوان منذ تولي مهدي عاكف مهام المرشد، إلي عام 2004، بل يذهب البعض إلي أن الشاطر كان الرئيس الفعلي للجماعة حتي بعد سجنه عام 2006، وإذا كان يعطي أوامره من داخل السجن عبر الهاتف لصديقه الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام الحالي، ليصبح الشاطر منذ عام 2004 الرئيس الفعلي للجماعة والحاكم الفعلي لها رغم وجود مرشد عام لا يستطيع مراجعة الشاطر في قراراته وأوامره، واستطاع الشاطر أن يخرج عام 2009 من محبسه بحضور جنازة والدته وسط حراسة أمنية مشددة قبل أن يعود للسجن مجدداً.