رد فعل المصريين على رفض أهالى قرية شبرا البهو دفن طبيبة يؤكد أن مصر بخير.. فالأمر قوبل باستهجان ورفض عام بل وحملات عدة لدعم كل الأطقم الطبية التى وصفوها بالجيش الأبيض الذى يقف كدرع واقٍ للمصريين جميعًا. الأمر أيضاً يلفت الانتباه إلى ضرورة التوعية بحقائق عديدة عن «كورونا» وعن المتوفى بسببه. وعقب الحادثة التى أثارت استياء الجميع كان رد الفعل تصحيح رائع لسلوكيات مرفوضة فتم إطلاق اسم الدكتورة سونيا عبدالعظيم على مدرسة القرية، كما تم إطلاق اسمها على أحد الأجنحة بقصر العينى الفرنساوى. وما زال أطباء مصر والعاملون بالمجال الصحى يعملون فى أسمى المهمات الإنسانية ويدفعون الثمن ليس من راحتهم فقط بل من حياتهم أيضاً بكل إيمان وتضحية. وصمة عار ستظل تلاحق أهالى قريتى شبرا البهو وميت العامل بعد أن تجمعوا ووقفوا فى وجه نعش الطبيبة الشهيدة «سونيا عبدالعظيم» التى توفيت إثر إصابتها بفيروس كورونا متجاوزين كل العادات والتعاليم الدينية الخاصة بحرمات الموتى بدعوى خوفهم من تفشى المرض بينهم.. حالة من التنمر ضد أصحاب البالطو الأبيض أو كما لقبهم الشعب حديثا بالجيش الأبيض خاصة بعد أن تزايدت معدلات الإصابة بين الأطباء وفرق التمريض على الرغم من حرص الفرق الطبية على الابتعاد عن عائلاتهم لفترات طويلة خوفًا من نشر العدوى. قانون العقوبات دافع عن حرمات الموتى فى المادة 160 والذى ينص على «يعاقب بالحبس وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تزيد على خمسمائة جنيه كل من شوش على إقامة شعائر ملة أو احتفال دينى» وهنا القصد من الدفن إقامة شعائر ملة وهو ما استدعى تدخل النائب العام للتحقيق فى الواقعة. على المستوى الدولى نشر حساب منظمة الصحة العالمية بمصر تعليقاً على الواقعة تؤكد عدم وجود أى دليل علمى على انتقال العدوى من جثامين أشخاص خسروا المعركة ضد كوفيد-19. كما كشفت المستشارة الإقليمية لشرق المتوسط لمكافحة العدوى بمنظمة الصحة العالمية، مها طلعت، حقيقة انتقال فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» من المتوفى المصاب بالفيروس. وأكدت أن المتوفى المصاب بكورونا لا ينقل العدوى بصورة كاملة، وهناك إجراءات فى أثناء تغسيل الجثمان لمنع انتقال العدوى. وزارة الأوقاف كشفت عن تفاصيل جديدة فى الواقعة حيث أكدت أن عاملا بمسجد فى قرية البهو منح مفتاح المسجد لوالده الذى قام باستخدام مكبر الصوت لتحريض الأهالى على عدم دفن جثمان الطبيبة فيما ألقت قوات الأمن القبض على 22 من أهالى القرية بعد تجمهرهم واعتراضهم على دفن الجثمان. حالة الدفن ليست الواقعة الوحيدة التى تنمر فيها المواطنون ضد الأطباء فالطبيبة دينا مجدى حاول جيرانها طردها لكونها تعمل بأحد مستشفيات الحميات بالمحافظة، خوفًا من مخالطتهم لها وتعرضهم للإصابة بفيروس كورونا، موضحة أنها تعرضت للتنمر من جانب جيرانها وأهالى البناية التى تسكن فيها، حيث حاولوا طردها من مسكنها، بحجة أنها مصابة بفيروس كورونا، فور علمهم بأنها تعمل فى مستشفى للحميات، وتخالط المصابين بالفيروس!. وقالت الطبيبة الشابة إنها استعانت بالشرطة التى تدخلت، وقامت بتفريق الجيران، مطالبة الجميع بعدم التنمر ضد الأطباء الذين يقفون فى الصفوف الأولى لمواجهة الوباء، وفور بث الفيديو تعاطف الكثيرون من رواد مواقع التواصل، مع الطبيبة، مطالبين بتكريمها، وإحالة جيرانها للمحاكمة بتهمة التنمر والتحريض ضد طبيبة شابة، تقوم بعملها فى مواجهة وباء يفتك بالجميع. العديد من الأطباء دافعوا عن انفسهم مستنكرين حالة التنمر التى يتعرضون لها، الدكتور إيهاب الطاهر أمين عام نقابة الأطباء، أعرب عن استيائه مما يتعرض له الأطباء من تنمر فجثة المتوفى إثر إصابته بفيروس كورونا، يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية بشأنها، ولا تنقل العدوى، مضيفًا: «الفيروس مش بيمشى، ومش هيطلع من القبر يروح للناس»، وما حدث من رفض دفن طبيبة الدقهلية يبعث رسالة سلبية لجموع الأطباء أن هناك فئات جاحدة تنكر أن الأطباء يموتون جراء حمايته من العدوى. وأضاف «الطاهر»: «حتى لو أصيب طبيب أو توفى بالفيروس، فهو كان يحمى الوطن من المرض، فلا يكون جزاؤه أن يعامل معاملة سيئة، ولابد من توعية المواطنين بأن المرض ليس وصمة عار». أعلن الفنان عمرو سعد من خلال حسابه الشخصى على فيسبوك، فتحه مقابر عائلته لجثامين الأطقم الطبية حين قال خلال فيديو: «أنا بقدم وبعلن أن مدافن العيلة الخاصة ملك لكل طبيب وممرض وعامل من الأطقم الطبية المواجهين لكورونا، وباعلن ده وهعمله.. أى حد من أسر الأطقم الطبية يبعت لى ولن أتردد لحظة ومستعد بإيدى أشيل النعش وأسهم فى الدفن بإيدي». كما لم يقف عمرو سعد عند ذلك وإنما أضاف: «غير معقول اللى قريته وسمعته.. شيء مخيف وغريب أكتر من كورونا والفيروس.. إحنا وقت الحروب ماكناش كده.. مش ممكن تكون دى أخلاقنا.. حاجة غريبة جدًا جدًا علينا، والأغرب إنك بتقول الجثمان ست واجهت وقدمت روحها بكل شجاعة وبكل قوة لمواجهة فيروس كلنا خايفين منه.. عيب». وقالت النائبة ثريا الشيخ عن دائرة قسم ثان شبرا الخيمة، إنها بالتعاون مع عدد من رجال الأعمال نجحوا فى توفير 4 مقابر بمنطقة أبوزعبل لدفن وفيات فيروس كورونا من أبناء محافظة القليوبية على خلفية الأزمة التى شهدتها منطقة مقابر بهتيم، حيث رفض أهالى المنطقة دفن أحد ضحايا الفيروس، وتجمهر الأهالى، ما دعا أهلها للتصرف ودفنها فى مسقط رأسها بقرية السنطة بمحافظة الغربية استجابة لرفض الأهالى. الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أكد أن من أهم مظاهر تكريم الإنسان بعد خروج روحه التعجيل ودفنه. وشدد على أن «أهم مظاهر تكريم الإنسان بعد خروج روحه التعجيل بتغسيله والصلاة عليه وتشييع جنازته ثم دفنه، وهذا ما أجمعت عليه أمة الإسلام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا».