أكد عدد من الخبراء، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلنه في مؤتمر كورونا أمس بالبيت الأبيض، عن خطته لإعادة فتح الشركات وعودة عجلة الاقتصاد، صائب وضروري لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي الذي أصبح على حافة الانهيار، حيث أن خسائر الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الأكبر عالميًا وتقدر بتريليونات الدولارات. ومن جانبه، قال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد الدولي، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبحت هي الدولة الأكثر وباءً بفيروس كورونا على مستوى العالم، حيث تحتوي على حوالي نصف إصابات العالم، لافتًا إلى مدى تأثير كورونا على الاقتصاد العالمي الذي يواصل خسارته بشكل فادح، فخسائر الاقتصاد أشد وطأة من خسائر كورونا، وإذا استمر غلق الاقتصاد سيموت العالم جوعًا. وأضاف العمدة في تصريحه ل"بوابة الوفد"، أن قرار ترامب بإعادة عجلة الاقتصاد، سيشجع باقي الدول على اتخاذ الخطوة وإعادة الاقتصاد بشكل تدريجي مع أخذ الاجراءات الاحترازية، فمن الضرورة أن تبحث دول العالم عن آلية لفتح الاقتصاد العالمي، واصفًا ترامب بعد اتخاذه لذلك القرار بأنه أشجع رجل بالعالم. وأوضح أستاذ الاقتصاد الدولي، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية خسرت حتى الأسبوع الماضي 22 مليون وظيفة، مما انعكس على مؤشرات الاقتصاد الأمريكي التي أصبحت متقاربة مع أزمة الكساد الكبير التي شهدها العالم عام 1929. ولفت إلى تقرير آفاق عن الاقتصاد العالمي الذي صدر منذ عدة أيام، والذي توقع أن هناك 18 دولة فقط من أصل حوالي 179 دولة تحقق معدل نمو إيجابي منهم الصين والهند، أما عن اقتصاد أمريكا وأوروبا فهو يشهد حالة من الانهيار، فالاقتصاد الاوروبي ينكمش بنسبة 7-، أما اقتصاد أمريكا متوقع أن ينكمش بنسبة 2-، بالتالي ستكون الخسائر كبيرة وباهظة. وأكد العمدة، أنه رغم خروج فيروس كورونا من الصين إلا أنها متفوقة على الاقتصاد الأمريكي حتى الآن، فضلًا عن مكاسبها السياسية نتيجة مساعدتها لعدد من الدول الأفريقية والأوروبية، وبالتالي ستكون الصين هي الدولة الأولى على مستوى العالمي اقتصاديًا في 2030. ونوه عن نوايا روسيا والهند والصين، بالتوقف عن التعامل بالدولار الأمريكي، والاتجاه للتعامل بعملاتهم المحلية، مما يعد ضربة قاسمة للاقتصاد الأمريكي، في ظل إضطرار أمريكا لطباعة 2.5 تريليون دولار لشراء المنتجات والسلع من الدول الأخرى، لذا يحاول ترامب إنقاذ ما يمكن إنقاذه وفتح الاقتصاد من جديد قبل انهياره تمامًا. إقرأ أيضًا:- ننشر سبب غضب ترامب من منظمة الصحة العالمية فيما قال الدكتور علي مسعود، عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف، إن الصراع بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين انتقل من دائرة الصراع التجاري إلى الصراع الاقتصادي والاستثمارات والبحث والتطوير المتعلق بالأنشطة الاقتصادية والتكنولوجية، ثم تحول إلى صراع على وضع كل منهما على المستوى الدولي، فكلما زاد تأثير الدولة عالميًا كلما خدم مصالحها، وعلى سبيل المثال تواجد الصين في افريقيا وهو أكبر من التواجد الأمريكي، وبالتالي المنافسة بين الدولتين لها بُعد تجاري واقتصادي وسياسي. أما عن قرار إعادة فتح الشركات، لفت مسعود، إلى أخر تقرير صدر عن صندوق النقد الدولي، والذي يفيد بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستكون من أكثر الدول تضررًا على مستوى العالم، بانخفاض معدل النمو الاقتصادي وانكماشه بنسبة 5.9، مما يعني أن استمرار هذا الوضع سيدخل الدول في دائرة تدهور اقتصادي كبير، فالوضع الحالي أصبح يُضاهي أزمة الكساد الكبير التي حدثت عام 1929. وأكد عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف، على ضرورة إعادة حركة الاقتصاد مع أخذ مجموعة من الخطوات لتحسين بيئة الأعمال والقيام بالعمل والأنشطة الاقتصادية في ظل اجراءات احترازية تقوم بها الدولة وأجهزتها للحفاظ على حياة وسلامة المواطنين، أما غلق الشركات والمؤسسات فله نتائج كارثية على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، موضحًا أنه متوقع أن تبدأ كل الدول مع نهاية شهر إبريل في العودة للأنشطة الاقتصادية باستثناء النشاط السياحي والنقل الجوي والأنشطة الترفيهيه. وأشار إلى الخسائر التي تعرضت لها الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تقدر بتريليونات الدولارات، فضلًا عن تقديرات خسارة العمالة في أمريكا حيث تعدت ال 10 مليون شخص، خسروا وظائفهم مما يعني خسارتهم لرواتبهم وبالتالي يؤثر على الإقبال وإنتاج الشركات، ومن هنا تخطت الخسائر الاقتصادية الأمريكية الخسائر الناجمة عن الأزمة المالية العالمية لعام 2007/ 2008. إقرأ أيضًا:- وسائل إعلام: ترامب وجه بإعادة فتح الاقتصاد على 3 مراحل وفي السياق ذاته، قال الدكتور فخري الفقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، والمستشار السابق لصندوق النقد الدولي، إن إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن خطة إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي من جديد مبنية على ثلاث مراحل تتم بشكل تدريجي، حيث تعرض الاقتصاد الامريكي لأكبر الخسائر على مستوى العالم، فقد كان ينتج حوالي 22% من إنتاج العالم. وأضاف الفقي، أن الاقتصاد الامريكي سيتراجع بنسبة لا تقل عن 6- %، مما يعني أن حجم الخسائر ستكون حوالي 3 تريليون دولار وهي خسائر فادحة، لذا تتجه الحكومة الفيدرالية والبنك الفيدرالي لضخ حوالي 2.3 تريليون دولار خلال العام الحالي، على أمل تحسن الأوضاع تدريجيًا في سبتمبر 2020. ولفت أستاذ الاقتصاد، إلى الاقتصاد الصيني الذي يعود بقوة ويكاد أن يتفوق على الاقتصاد الأمريكي بعد إغلاق تام لمدة شهر، فقد تمكنت الصين من وقف الانتشار السريع للفيروس وبدأت تعيد الاقتصاد مرة اخرى تدريجيًا، مما يحقق طموحات التنين الصيني في سباق الاقتصاد الأمريكي ومناطحته، فكل التقديرات تشير إلى أن الاقتصاد الصيني سيكون في المقدمة عام 2030، وهو ما تخشاه الإدارة الأمريكية، لذلك تسعى لفتح الاقتصاد الأمريكي ولكن بناءً على أسس معينة.