يعتبر أمين الهنيدى رائداً من رواد السينما والمسرح وعلامة بارزة لفن الكوميديا في مصر والوطن العربي خلال فترة الستينات والسبعينات التي جعل لنفسه مكانة مميزة وسط نجوم الفن العظماء. بدأ مشواره الفني في ال12 من عمره، من خلال إلقاء مونولوجات إسماعيل ياسين وثريا حلمي، ففي عام 1939 انضم إلى فرقة الريحاني التي قدم معها مسرحية واحدة وعندما استقرت عائلته بالقاهرة التحق بفريق التمثيل بمدرسة شبرا الثانوية، وظهر من خلال عروضها الفنية خفة ظله وموهبته الحقيقية، وظل يتنقل بين كلية الآداب والحقوق حتى استقر به الحال في المعهد العالي للتربية الرياضية، والذي تخرج فيه مدرساً ثم ترقى في المناصب حتى وصل إلى مدير عام النشاط الرياضي، والذي أهله للسفر إلى السودان بمهمة رسمية. التقى الهنيدي خلال رحلته في السودان بالفنان محمد أحمد المصري الشهير بأبو لمعة، وكونا فرقة مسرحية بالنادي المصري بالخرطوم، وبدأ حياته الفنية الحقيقية بعد عودته من الخرطوم، ولقائه الفنان عبدالمنعم مدبولى، والمؤلف يوسف عوف، واشتراكهم معًا في البرنامج الإذاعي الشهير "ساعة لقلبك" وقام بشخصية "فهلاو" قدم عدة أفلام سينمائية ابرزها الأزواج والصيف عام 1961 مع كمال الشناوي ونجوى فؤاد، وفيلم للنساء فقط عام 1962 مع ليلى طاهر ويوسف شعبان. وبعد إنشاء فرقة التليفزيون المسرحية، انضم إليها أمين وحقق نجومية كبيرة من خلال عدة مسرحيات مثل أصل وصورة، لوكاندة الفردوس، مما جعله يحصل علي البطولة المطلقة عام 1965 في مسرحية حلمك يا سي علام، جوزين وفرد ثم تكونت فرقة الفنانين المتحدين فأسندت إليه دور البطولة في مسرحية المغفل عام 1966، شارع البهلون عام 1966. رغم النجاح المميز الذي حققه الهنيدي، الا ان سرعان ما انقلبت الاوضاع رأسا على عقب فقد سيطرت عليه هواجس الوفاة وذهب للعديد من الأطباء لكنه لم يكتشف إصابته بأي مرض، فاضطر للذهاب إلى "عراف" فاجئه بكلمات صادمة حيث أخبره أنه سيصاب بمرض خطير سينهي حياته. عانى "الهنيدي" لسنوات متأثرآ بكلام "العراف" رافضآ نصائح أصدقائه بعدم تصديق كلامه لكن في بداية الثمانينات اكتشف إصابته بمرض سرطان المعدة، مما جعله يتغيب كثيرآ عن عمله وتراكمت عليه الديون وأصيب بالاكتئاب. قررت الدولة سفره للعلاج على نفقتها بالخارج، فسافر إلى لندن لإجراء جراحة في المعدة، لكن لم تنجح الجراحة في وقف انتشار المرض بعد ثلاثة أشهر عاد أمين، إلى القاهرة وقد هزمه المرض وقضى علي معنوياته، فقد انتشر في جسمه حيث ظل في العناية المركزة بأحد المستشفيات وهو لا يملك حتي مصاريف علاجه. توفي في 3 يوليو عام 1986 ولم تستطع الأسرة الحصول علي جثمانه لأنها لم تكن تمتلك 2000 جنيه قيمة مصاريف العلاج حتي تم توفيرهم من زملائه ليتم الإفراج عن جثته ويصرح بدفنه.