أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية برئاسة الدكتور طارق الملا، خفض أسعار البنزين بكافة أنواعه اعتبارًا من اليوم ليصل سعر بنزين 80 إلى 6.25 للتر، و92 إلى 7.50 للتر، و95 إلى 8.5 للتر، مع ثبات وعدم تغيير في أسعار المنتجات البترولية الاخرى وأبرزها السولار. وجاء تحديد تلك الأسعار عقب اجتماع لجنة التسعير التلقائى للوقود وهى المعنية بمراجعة التغيرات العالمية وتعديل الأسعار بشكل دورى كل 3 شهور صعودًا أو هبوطًا فى حدود نسبة 10% من الأسعار السارية، والإبقاء على تثبيتها دون تغيير. وفي هذا الصدد، أكد عدد من الخبراء في الشأن الاقتصادي أن خفض سعر البنزين 25 قرشًا كان متوقعًا، نظرًا لانخفاض أسعار النفط العالمية نتيجة التغيرات التي يشهدها العالم جراء كورونا والتي أثرت بالسلب على كافة القطاعات ومنها السياحة والطيران وغيرها، واستقرار الجنية امام العملات الاجنبية ، مشيرين إلى أن هذا القرار سيسهم في استقرار السلع الفترة المقبلة، وأيضًا تقليل خسائر الاقتصاد التي حدثت جراء كورونا. قال الدكتور علي الادريسي، أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، إن قرار لجنة التسعير التلقائي بخفض سعر البنزين 25 قرشَا يعد خطوة متوازنة تأتي في مصلحة المواطن، حيث يعد هذا التخفيض الثاني في أقل من عام حيث شهدت أسعار البنزين انخفاض ثم تثبيت ثم انخفاض في خلال 9 شهور، مؤكدًا أن ذلك يسهم في تقليل نزيف خسائر الاقتصاد جراء كورونا. وأضاف الادريسي، في تصريحات خاصة ل" بوابة الوفد"، أن خفض سعر البنزين لم يكن أكثر من ذلك بسبب الظروف التي تمر بها الدولة وتداعيات فيروس كورونا التي أثرت بالسلب على قطاعات السياحة والطيران وتضرر العمالة الغير منتظمة، مشيرًا إلى أن السبب انخفاض أسعار البنزين أيضًا هو انخفاض اسعار النفط عالميًا واستقرار الجنية أمام العملات الاجنبية في الوقت الراهن، مؤكدًا أن لجنة التسعير استطاعت أن تحدث توازن بين أسعار المحروقات. ورأى أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، أنه في ظل استمرار انخفاض اسعار النفط قد نشهد انخفاض جديد فى اسعار المحروقات، ولو طفيف يشعر به المواطن مما سيكون لها تأثير اكبر على مستوى المعيشة و ميزانية المواطن. وأوضح الادريسي، أن أسعار النفط انخفضت لتتراوح ما بين 20 و30 دولار للبرميل فقامت لجنة التسعير بخفض اسعار البنزين اما السولار فتكلفته الفعلية على الحكومة كانت تبلغ 7.25 جنيها للتر، ورغم ذلك لم ترفع اسعاره لضمان استقرار الاسعار في الاسواق. وتابع الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن قرار لجنة التسعير التلقائي بخفض سعر البنزين 25 قرشًا كان متوقعًا، حيث إنه سيسهم في استقرار السلع في الاسواق خلال الفترة المقبلة. وأشار الشافعي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن تراجع اسعار النفط العالمية كان لها دورا رئيسيا في خفض اسعار البنزين، فضًلا عن التداعيات السلبية جراء كورونا، مشيرًا إلى أن الحركة الاقتصادية مرتبطة كليا ببعضها فخفض الوقود مرتبط بتسهيلات على المصانع وتقليل تكاليف الإنتاج والنقل وأيضًا خفض الغاز الطبيعي ل 4.5 دولار مما ستؤثر فيما بعد على نمو الانشطة الاقتصادية عقب انتهاء كورونا. ونوه رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إلى أن الاقتصاد كليا لن يتأثر لأن آليات التسعير مدروسة بعناية لكن التراجع الملحوظ في أسعار الوقود عالمياً سينعكس على الموازنة العامة للدولة ويخلق وفرا فيها قد يصل إلي 4 مليار دولار بنهاية العام المالي الحالي وفقًا لتوقعات البنك المركزي. وذكر أحمد أبو علي، الباحث الاقتصادي، أن أسباب انخفاض سعر البنزين 25 قرشًا يأتي أيضًا في إطار الانخفاض المستمر في أسواق النفط العالمية والتي كانت داعم رئيس لهذا الامر، لافتًا إلى الاسعار ستنخفض بشكل تدريجي ونسبي في الاسواق الفترة المقبلة. وتابع أبو علي، أن القرار سيسهم في خفض تكلفة الانتاج والتصنيع ودعم القطاع الصناعي باعتبار ان المحروقات سلعة رئيسية في العملية الانتاجية ، مشيرا إلى أن ثبات سعر السولار عند 6.75 جنيها للتر يأتي في إطار أن البعض المحروقات المواطن لا يعتمد عليها مثل البنزين، وبالتالي فإن انخفاض سعره او ارتفاعه غير مجدي في الوقت الحالي، ولكن البنزين من السلع الاكثر احتكاكًا بالمواطن، لافتًا إلى أن القرار يتماشى مع التغيرات العالمية في ظل تفشي كورونا.