قرارصندوق النقد الدولي بعرض قروض بتريليون دولار لمساعدة الدول المصابة بحالات كورونا لا يساهم في زيادة مديونية الدول المقترضة الحرب البيولوجية غزو خارجي على الدول زيادة مخاوف المستثمرين من فيروس كورونا أدت إلى زيادة الطلب على الدولار وسوق الذهب.. والإحتياطي النقدي للصين ساعدها على مواجهة الأزمة حتى الاَن لا يوجد دليل قاطع بشأن إتهام الولاياتالمتحدةالأمريكية بنشرها لفيروس كورونا معدل نمو الاقتصاد العالمي تأثر بتراجع اقتصاد الصين لا يزال فيروس "كوفيد 19" المعروف ب"كورونا" يحصد الأرواح يوما تلو الأخر حتى أصبح شبحًا يهدد دول العالم كافة، فالبداية من مدينة ووهان الصينية لتغزو معها الكثير من بلدان العالم، ولاتزال بعض الحكومات مكتوفة الأيدى أمام هذا الفيروس المستجد وعلى رأسها إيطاليا الذي تفشى فيها المرض بشكل رهيب. وفي هذا السياق أكد الدكتور على الإدريسي، نائب رئيس مركز مصر للدراسات الاقتصادية، أن الاقتصاد العالمي تضرر بشكل كبير في ظل تفشي فيروس كورونا، هذا بالإضافة إلى تراجع أسعار أسهم البورصة والتعاملات البنكية، مستنكرًا موقف صندوق النقد الدولي بعدم منح قروض كمساعدة لدولة فنزويلا. وأضاف الإدريسي، خلال حواره ل"بوابة الوفد"، أن ما تملكه دولة الصين من إحتياطي نقدي ساعدها على الصمود في مجابهة فيروس كورونا، كما أن الحروب البيولوجية يمكن من شأنها أن تدمر اقتصاد دول بعينها، مشيرًا إلى أن اقتصاد الصين ودول الاتحاد الأوروبي الأكثر ضرر من انتشار فيروس كورونا "كوفيد -19". وإلى نص الحوار.. ما هو تحليلك لعرض صندوق النقد الدولي قروض بتريليون دولار لمساعدة الدول المُصابة بحالات كورونا ؟ في ظل الوضع الراهن جاء قرار صندوق النقد الدولي برد قوي من خلال المساعدات التي قدمتها على هيئة قروض مخفضة الفائدة، وبطرق سداد طويلة الأجل لمساعدة دول الأعضاء؛ وذلك لتقديم تسهيلات للمستثمرين خاصة مع زيادة عدد الإجازات سواء للقطاع العام أو الخاص مدفوعة الأجر، هذا بالإضافة إلى قرارات الإعفاءات الضريبية. كل هذا ساهم في تقليل نسبة خسائر الاقتصاد العالمي، وذلك على حسب حجم الضرر الواقع على البلاد وعدد الحالات، بالإضافة إلى ترتيب الدول الأكثر إصابة وتفشي لفيروس كورونا، لكني لا اعتقد أن هذا القرار سيساهم في زيادة مديونية الدول المقترضة. كيف ترى قرار صندوق النقد الدولي بعدم منح فنزويلا قرض لمواجهة أزمة فيروس كورونا؟ هناك علاقات متوترة بين صندوق النقد الدولى ودولة فنزويلا منذ عام 2007 وترجع آخر مساعدة قدمها الصندوق لفنزويلا إلى عام 2001، لكن على كافة المحاور هذا قرار غير إنساني في ظل تفشي وباء كورونا، كما أن صندوق النقد الدولي من دوره مساعدة دول الأعضاء حيال حدوث الأزمات والكوارث، وعلى الصندوق أن يعيد دراسة القرار فى ضوء التداعيات السلبية المستمرة على اقتصادات الدول الاعضاء جراء فيروس كرورنا. كيف تؤثر الحرب البيولوجية على الاقتصاد العالمي؟ لاشك أن الحرب البيولوجية أصبحت سلاح العصر الفتاك والأكثر شراسة، فيمكنك بكل بساطة عن طريق إطلاق عدوى ما بأحد الفيروسات أو الجراثيم أن تهزم دولاً بأكملها وتدمر اقتصادها من الداخل وتشل حركتها وتعلن فيها حالة الاستنفار القصوى كما لو أنها فى حالة غزو خارجي. وكما هو أصبح واضح لدي الجميع الحروب تطورت بصورة مخيفة فلم تعد الحروب تدار بشكل مباشر بل من خلال تدمير الشعوب من الداخل واستقطاب العقل البشري، وأصبحت الحروب الاقتصادية والتجارية في تنافس مستمر للسيطرة الاقتصادية العالمية، واستخدام الحرب البيولوجية لتدمير اقتصاد دولة ما. هل أثر فيروس كورونا على سعر الدولار وما موقف الإحتياطي النقدي من ذلك على كل دولة؟ بالطبع فيروس كورونا أثر على سعر الدولار ولكن بصورة إيجابية، وذلك بعدما خفض البنك الفيدرالي سعر الفائدة على الدولار الأمريكي، وزاد الطلب على الدولار عالميًا وهذا بدوره يصب في مصلحة المستثمر بحيث يظل واضع أمواله داخل الاستثمارات الأمريكية، بمعني كلما قل سعر الفائدة زاد الاقتصاد والاستثمار. فزيادة مخاوف المستثمرين والأفراد تؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار والذهب كمخزن للقيمة فى الأزمات والكوارث، كما أن الاحتياطي النقدى فى مصر يغطى أكثر من 8 أشهر، أما بالنسبة للصين فتمتلك ما يقدر بنحو 3.1 تريليون دولار كإحتياطى أجنبى؛ وهو ما ساعدها على الصمود في مواجهة فيروس كورونا. هناك اتهامات تشير إلى أن أمريكا هى المُتسبب في نشر الفيروس لضرب الاقتصاد الصيني.. ما تعليقك؟ حتى الأن لا يوجد دليل قاطع على اتهام الولاياتالمتحدةالأمريكية بنشرها لفيروس كورونا، ولكن لن تظل الحقيقة حبيسة الأدراج وستُكتشف مع مرور الوقت. هل تأثر الاقتصاد العالمي باقتصاد الصين بإعتبارها ثاني أكبر القوى الاقتصادية على العالم؟ بالطبع الاقتصاد العالمى تأثر وبقوة، فالصين تأتي كثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، بالإضافة إلى أنها تمثل حوالى 19% من إجمالي الاقتصاد العالمى والمصُدر الأول على مستوى العالم بأكثر من 2.1 تريليون دولار، وبالتأثير جاء فى التوقع بتخفيض معدلات النمو فى الاقتصاد العالمى ليصل لأقل من 2% كمعدل نمو للاقتصاد العالمى . كما تجاوز حجم الخسائر التريليون دولار، فيما تخطت خسائر قطاع التصدير الشهر الماضى إلى نحو 50 مليار دولار، فالصين أكبر دولة خسرت بسبب فيروس كورونا ويليها دول الاتحاد الأوروبى. كيف أثر فيروس كورونا على أسعار حركة أسهم البورصة والتعاملات البنكية؟ كان لفيروس كورونا تداعيات كبيرة أثرت على الاقتصاد العالمي، وكما شهادنا ما حدث من انهيار في معظم بورصات العالم، وتحديدًا ما أطلق عليه يوم "الإثنين الأسود" الموافق 9-3-2020، لما شهدته أسعار الأسهم العالمية من انخفاض غير مسبوق لم يحدث من الأزمة الاقتصادية التى وقعت في عام 2008 ووصل حجم خسائر الولاياتالمتحدة إلى 7% وفي حين بلغت خسائر الأسهم الرئيسية في بورصة لندن حوالي 8%.. كما تراجعت أسعار الأسهم بالفعل جراء المخاوف المصاحبة لإنتشار فيروس كورونا عالميا، ولاتزال خسائر أسواق المال مستمرة بالرغم من جهود الدول لإحتواء الأزمة. أما بخصوص الجهود البنكية فكانت بتخفيض أسعار الفائدة عالميًا فى العديد من الدول والعمل على تقديم تسهيلات وحوافز ائتمانية للأفراد والموسسات للعمل على زيادة إنتاج الاقتصاد.