تفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، ثلاثة مواقع آثرية للوقوف على الحالة الراهنة لها وهي (قصر البارون إمبان بحي مصر الجديدة، وشارع المعز بالقاهرة التاريخية، ومنطقة الأهرامات). و طمئن الوزير الشعب المصري أن المناطق الآثرية لم تتأثر بأية أضرار بسبب سوء الأحوال الجوية، وخلال الجولة داخل القصر تفقد الحديقة وغرف القصر، كما أبدى العناني بعض الملاحظات حول لوحة أساطير وحكايات من القصر بسيناريو العرض المتحفي. رافقه خلال الجولة أحمد عبيد مساعد الوزير للشئون الفنية، والعميد هشام سمير مساعد الوزير للشئون الهندسية والمشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية، العميد هانى ممدوح مساعد الوزير للشئون المالية، والدكتور جمال مصطفي رئيس قطاع الاثار الاسلامية والقبطية واليهودية، وإيمان زيدان مساعد الوزير للاستثمار وتنمية الموارد المالية، ومؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، عبد الله سعد مدير عام مناطق آثار شرق القاهرة، الدكتور محمود عبد الباسط مدير عام القاهرة التاريخية، والدكتورة بسمة سليم مدير قصر البارون إمبان. وأوضح العميد هشام سمير أن قصر البارون امبان بحي مصر الجديدة لم يتأثر بأية أضرار بسبب سوء الأحوال الجوية وذلك لوجود مصارف المطر أعلي سطح القصر بشكل يسمح بتصريف مياه المطر مباشرة دون إحداث أيه أضرار للمبني وعدم تراكم المياه بالموقع العام لوجود مصارف للأمطار موزعة بأسلوب هندسي وربطها بشبكة صرف المطر بالمنطقة، كما تم كسح وشفط المياه المتراكمة علي شارع صلاح سالم أمام القصر. كما قام الوزير بتفقد شارع المعز والآثار الموجودة به والجهود التى بذلت لإزالة وشفط المياه التي تراكمت وتم الاطمئنان عليه، وقد تم زيارة مجموعة السلطان قلاوون ومتحف النسيج المصرى ومقعد الأمير ماماى السيفى وقاعة محب الدين حيث تم استعراض الجهود المبذولة مع محافظة القاهرة وحى وسط القاهرة ووزارة الداخلية وإدارة الصرف الصحى. ثم توجه العناني لمنطقة الأهرامات الآثرية وذلك للوقوف والاطمئنان على حالتها، لافتًا إلى أنه فور صدور تحذيرات من قبل الأرصاد الجوية المصرية وتوقعاتها بحدوث سيول وأمطار وعواصف، تم اعلان حالة الاستعدادات القصوى ورفع حالة الطوارئ فى جميع المناطق الآثرية على مستوى الجمهورية وتشكيل غرف عمليات بكل إدارة مركزية لتلقى أية بلاغات حول المناطق الآثرية، والعمل على حلها فورا مع الأجهزة المعاونة بالمجلس الأعلى للآثار ، أو من خلال التعاون والتنسيق أيضاً مع المحليات. وأشار إلى أنه تم كسح وشفط المياه من بعض المواقع الأثرية التي تراكمت بها مياه الأمطار مثل منطقة آثار الهرم ومنزل على لبيب بمنطقة الخليفة، ومسجد عابد بك بكورنيش المعادى وشارع المعز، ومنطقة آثار دهشور وميت رهينة الآثرية،وغيرها من المواقع الاثرية وعملية نزح وشفط المياه المتراكمة بالمنطقة.وجاري شفط المناطق الاخرى، مؤكداً على أن حالة الطوارئ بالمجلس مستمرة حتى إنتهاء موجة المناخ السيئ. يذكر أن قصر البارون قد خضع لعملية ترميم شاملة وسوف يتم افتتاحه للزيارة خلال أسابيع، والقصر مسجل كأثر إسلامي، يتبع منطقة شرق القاهرة، وبناؤه على طرز العمارة الهندية، ومؤسسه المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان. وتعتبر الساحة التي تؤدي إلى الدور الثاني أحد المناطق المميزة في قصر البارون إمبان؛ حيث تزخر تلك المنطقة بأشغال الفسيفساء، والتي استطاع المرمم المصري العودة بها إلى ما كانت عليه، والفسيفساء هي فن تجميع أشكال من مواد متعددة مختلفة الألوان والخامات في تصميمات غاية الروعة. وكانت بداية القصر عام 1907 والانتهاء منه في 1911م ومساحته الإجمالية 12.500 متر مربع يتوسطها المبنى الرئيسي، وتم تسجيله في عداد الأثار الإسلامية بقرار من مجلس الوزراء رقم 1297 لعام 1993 م، ويتكون من طابقين وبدروم تحيط به حديقة واسعة، يغلب عليه الطابع الهندوسي، خصيصًا زخارف الواجهات، وتكسو واجهاته الأربع التماثيل الهندية التي تمثل الألهة والأرباب وحراس البوابات، وتماثيل الحيوانات الخرافية ومنها "تريمورتي" وهي كلمة سنسكريتية وتعني الأشكال الثلاثة، وهي عقيدة هندوسية تقول إن الوظائف الكونية ثلاث من خلق وحفظ وتدمير مجسدة في باهما وفيشنو وشيفا، وتدعي هذه الألهة الثلاث "الثالوث الهندي"، وأعادت وزارة السياحة والآثار استغلال القصر؛ كمعرض يروي تاريخ حي هيليوبوليس عبر العصور المختلفة، من خلال مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة "هيليوبوليس والمطرية"، عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكي تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة، وكان القصر قد استقبل يوم 18 أكتوبر الماضي إحدى أقدم عربات الترام، والتى كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل حي مصر الجديدة خلال القرن العشرين، والذي أصبح على مر العصور أحد المعالم الرئيسية للحي؛ حيث تم إعداد وتجهيز المنطقة الأمامية من حديقة القصر لاستقبال العربة عن طريق عمل وتثبيت قواعد خرسانية وفلنكات وقضبان ومهمات خاصة بالسكة الحديد، وخضعت العربة لأعمال ترميم ورفع كفاءة لتستعيد رونقها وتعود لصورتها الأصلية التي كانت عليها في عصر البارون إمبان؛ لتدخل ضمن سيناريو العرض الخاص بالمعرض الذي سيقام داخل القصر عن تاريخ حي مصر الجديدة وهيليوبوليس عبر العصور. واختارت اللجنة العليا لسيناريو العرض المتحفي هذه العربة لعرضها ضمن المعرض لتروي قصة إنشاء أول خط للترام في مصر والذي أصبح علي مر العصور أحد المعالم الرئيسية لحي مصر الجديدة، واستقرت العربة بالمكان الذى تم إعداده لاستقبالها في حديقة القصر الأمامية بعد أن تسلمها قطاع الآثار الإسلامية من الإدارة المركزية للترام هيئة النقل العام بالتعاون مع محافظة القاهرة،