شيّع عدد قليل من أهالي قرية السماحية الكبرى التابعة لمركز بلقاس بالدقهلية، جثمان الحاجة عطيات محمد إبراهيم، 60 سنة، ضحية الكورونا وسط إجراءات أمنية وطبية مشددة. وصل الجثمان في سيارة إسعاف معقمة ذاتيًا وداخل صندوق معقم وملفوف في كفن من ثلاث طبقات، وبرفقة فريق من الطب الوقائي. أكدت مصادر طبية أن الجثمان وصل من الإسماعيلية في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، حيث تم تكفينه بكفن مكون من ثلاث طبقات، اثنان منه من قماش قطن أبيض،والثالث خارجي من الجلد لمنع انتشار العدوى، حيث تم تقيمه من الداخل والخارج كأسلوب احترازي. وتم مرافقة الجثمان داخل سيارة الإسعاف حتى المقابر، حيث قامت أسرة المتوفاة وبعض أقاربها باستلامه وتوصيله لمثواه الأخير في مقابر الأسرة بالقرية. يذكر أن الحاجة "عطيات "أرملة، منذ أن توفى زوجها مما يقرب من 10 سنوات، وأن لديها ولدين يعملان في السعودية، وأنهم فوجئوا بإعلان وفاتها بعد احتجازها في المستشفى بساعات عدة، حيث لم يتمكنا من حضور تشييع الجثمان لمثواها الأخير. وأكد مصدر طبي، ل"الوفد" أن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، كلفت بتشكيل وفد طبي من إدارة الطب الوقائي بالوزارة، بسرعة التوجه إلى القرية وعمل مسح طبي شامل لكل المخالطين بالمتوفاة من جميع الأهالي والجيران المقيمين في المنازل القريبة، فضلًا عن إجراء مسح للأهالي بالكامل، وإرسالها لمعامل وزارة الصحة مع اتخاذ إجراء احترازي بالعزل الذاتي لهم جميعًا بمنازلهم لمدة 14 يومًا وهى فترة حضانة المرض تحسبًا لتعرض أحدهم للعدوى. تم تيسير قوافل توعية بين الأهالى للحث على النظافة الشخصية وإتباع الأسس الطبية والعلمية للوقاية من العدوى. يذكر أن أعراض المرض ظهرت على الحاجة عطيات في 2 من مارس الجاري، وجرى حجزها بمستشفى الصدر بالمنصورة في السابع من مارس الجاري، وعند دخولها للمستشفى كانت مصابة بارتفاع شديد في درجة الحرارة وضيق شديد في التنفس وكحة جافة وجرى تشخيص إصابتها عند دخولها للمستشفى أنها مصابة بالتهاب رئوي مزدوج، وتم أخذ المسحات اللازمة لها لفحصها. وأشار المصدر إلى أنه تبين من الفحص الطبي للمتوفاة أن لديها حالة مرضية سابقه، حيث تبين أنها تعالج من مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة المفرطة، وقصور في وظائف الكلي وتم سحب عينه منها وإرسالها للمعامل المركزية بوزارة الصحة، حيث وصلت النتيجة أول أمس الأربعاء بأن الحالة إيجابية لفيروس كورونا COVID 19 وتم تحويلها بالإسعاف المعقم ذاتيًا أول أمس الأربعاء إلى مستشفى العزل بالإسماعيلية، إلا أنها توفت عقب وصولها بساعات قليلة. وكشف احد أهالي قرية السماحية الكبرى عن أن معظم أبناء القرية يسافرون للعمل في دولة إيطاليا، وأننا منذ أيام قليلة شيعنا جثمان أحد أبناء القرية الذي يقيم في ميلانو (بكيفدا (وأصيب بفيروس كورونا، وتوفى من 14 يوم،ورافقت الجثمان زوجته إيطالية الجنسية، حيث تم الدفن لزوجها بمسقط رأسه، وقام أهل المتوفى بعمل عزاء لمدة ثلاثة أيام كما هو متبع في القرى المصرية.